السؤال
السلام عليكم.
تزوجت قبل 8 أشهر، وزوجتي تعاني من الاكتئاب بسبب وفاة أمها قبل زواجنا، وتأخذ حبوب السبراليكس 10 ملغ، حسب استشارة الطبيب النفسي.
هي الآن حامل في الشهر الرابع، كيف يمكن أن تتخطي هذا الأمر وتترك الدواء؟ علما أنها تركته شهرا، فلم تستطع وعادت إليه مرة أخرى، فهل له أثر علي الجنين؟ وهل يجب أن تستمر على الدواء فترة أطول؟
أنا أخاف من آثاره السلبية على المدى البعيد، وأن لا تستطيع التوقف عنه، ومقابلة الطبيب النفسي مكلفة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فالسبرالكس من الأدوية الجيدة جدا لعلاج الاكتئاب النفسي، والجرعة التي تتناولها زوجتك الكريمة هي جرعة صغيرة، وهي عشرة مليجرامات يوميا، الدواء نعتبره بهذه الجرعة سليم في أثناء الحمد، والحمد لله على ذلك.
طبعا الفترة الأولى وهي فترة تخليق الأجنة والتي تستمر مائة وثمانية عشر يوما (118) – أي أربعة أشهر – حسب ما فهمت منك أن زوجتك قد تخطت هذه المرحلة، فإذا -إن شاء الله تعالى- لن يوجد أي إشكال في أن تواصل الدواء بعد ذلك، لأن مراحل الحمل القادمة الدواء فيها أكثر سلامة.
طبعا زوجتك تحتاج لأن تتابع مع طبيبة النساء والولادة، لا بد أن تجري الموجات الصوتية للتأكد من تطور الجنين، وكل المتطلبات الخاصة بمتابعة الحوامل تحتاج لها زوجتك ولا شك في ذلك، فأرجو التأكد من هذا الجانب.
وبالنسبة للسبرالكس: لا توجد أي مشكلة في أن تستمر عليه طوال فترة الحمل، لأن الحمل أيضا في بعض الأحيان قد يسبب ضغطا على المرأة، خاصة الحمل الأول، و-إن شاء الله تعالى- بعد الولادة وفترة الرضاعة نحن طبعا نشجع كثيرا الأمهات على الرضاعة الطبيعية. السبرالكس لا يعتبر دواء سليما مائة بالمائة بالنسبة للطفل، حيث إنه تفرز منه جزئية بسيطة في الحليب.
وعليه إذا احتاجت زوجتك لمضادات الاكتئاب يمكن التوقف عن السبرالكس واستبداله بدواء آخر يعرف باسم (زولفت/سيرترالين) أو عقار (باروكستين) والذي يسمى تجاريا (زيروكسات)، كلا الدوائين قريب جدا من السبرالكس، وكلا الدوائين لا يفرز في حليب الأم.
قطعا إذا كانت زوجتك تحت الإشراف الطبي المباشر من قبل طبيب نفسي؛ هذا سوف يكون أيضا أمرا جيدا.
طبعا الاستمرارية على الدواء وتحديد المدة هذا قد يصعب دون متابعة، نحن نقول: نوبات الاكتئاب الأولى - إذا كان اكتئابا حقيقيا – يمكن للإنسان أن يتوقف من الدواء ستة أشهر بعد التحسن الكامل، لكن ظروف الناس تختلف وتتفاوت، كما أن بعض الناس لا يلتزمون بالسبل العلاجية الأخرى غير الدوائية، مثل: التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، التفاؤل، الاستغراق الذهني، ممارسة الرياضة، الصلاة في وقتها، الأذكار، تلاوة القرآن، بناء بعض الهوايات، الاستمتاع بالوقت.
هذه كلها وسائل علاجية داعمة، فأرجو أن تحرص عليها زوجتك الكريمة، ويا حبذا لو انخرطت في أي دراسة أيضا، ما دمت أنت تدرس الآن للدكتوراه، أسأل الله لك التوفيق، فإن أحست بالضجر والملل وشيء من هذا القبيل فلماذا لا تدخل هي نفسها في دراسة أو شيء من هذا القبيل؟! هذا أيضا يساعدها على التأهيل من وجهة نظري، أو -إن شاء الله تعالى- تنشغل مع طفلها، وهذا أيضا قد يكون فيه شيء من التأهيل النفسي بالنسبة لها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.