كيف أتقرب إلى الله؟ أرجو المساعدة

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا، اتمنى الرد على أسئلتي.

أنا فتاة عمري 17 سنة، تعبة جدا؛ لأني لا أثق في نفسي، ليس لي رأي، ولا أستطيع التعبير عن مشاعري، ولا أحد يفهمني من عائلتي وصديقاتي، ولا أحد يهتم بي، دائما مكتئبة، أرغب في الابتعاد عن الجميع والبقاء وحدي، علما أني لا أحب الوحدة، وأريد أن أخرج من عالمي الكئيب الصامت، أريد أن أكون سعيدة وأضحك وأتكلم مع الآخرين، لكني لا أستطيع، فأرجو مساعدتي.

أنا لا أصلي إلا نادرا، أقول لنفسي: سأصلي غدا، ولكن لا أصلي، وعندما أصلي لا أخشع في صلاتي، وأفكر بأشياء أخرى، لا أحب حياتي، وأريد التقرب إلى الله، فما هي الطريقة؟ وأريد تنظيم وقتي، فكيف ذلك؟

أرجو مساعدتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساندرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك عزيزتي.
كنت أرغب في معرفة المزيد عن شخصيتك وظروفك ونمط علاقتك بأسرتك، فهذا سيعيننا على مساعدتك بإيجاد حل لمشكلتك، ففي رسالتك قد ذكرت لنا أنك لا تستطيعين التحدث مع الآخرين والتعبير عن مشاعرك، وأنه لا أحد يفهمك، وأنك تعيشين بوحدة وكآبة، ولكن هل هذا الأمر قد حدث معك قريبا جراء مشكلة ما قد واجهتك، أو ظرف قاس قد مررت به، أم أنه مترافق معك منذ طفولتك؟

لذا أتمنى منك -إن أحببت- أن تعاودي مراسلتنا مرة أخرى لتزودينا بمعلومات أكثر تمكننا من وضع يدنا على السبب، فمعرفة سبب المشكلة هي نصف الحل، وبدونها لا نستطيع تقديم اقتراحات مدروسة ودقيقة لحل مشكلتك.

قد لفت انتباهي جملتك (لا أحب الوحدة، وأريد أن أخرج من عالمي الكئيب الصامت، أريد أن أكون سعيدة وأضحك وأتكلم مع الآخرين) كل هذه الكلمات تعكس رغبتك بأن لا تستمري على ما أنت عليه، وهذه الرغبة الموجودة لديك مع الإرادة والعزيمة هما النصف الثاني لحل أية مشكلة، ولكن أعيد هنا أن رسالتك قد أحاطت بأعراض مشكلتك دون التطرق إلى السبب نهائيا، وهذا ما نحتاجه كأول وأهم خطوة.

لذا:
- أرجو منك أن تخلي بذاتك وتسألي نفسك: هل ترافقت معاناتك الحالية مع مشكلة ما، أو ظرف قاس، أو تغيير كبير بنمط حياتك تطلب درجة عالية من التكيف؟

- من أهم الأمور التي تساعدنا على حل مشكلاتنا الحياتية هي تغيير طريقة تفكيرنا، ومن أهم الوسائل التي تحقق هذا الهدف هي القراءة، لذا أنصحك بالقراءة حول أي موضوع ترين أنك تحتاجين إلى تطويره في نفسك، مثلا أقترح عليك: مهارات التواصل مع الآخرين، والذكاء العاطفي، الذي يمكننا من إدراك مشاعرنا وكيفية التحكم بها والتعبير عنها.

- أؤيدك كثيرا بأن الوحدة لا تنفع بأي شيء، بل على العكس، تضر الإنسان كثيرا، وخاصة الوحدة السلبية التي تفتقر إلى التفكر والتدبر، فهي تجعل الإنسان حبيس أفكاره السلبية ومشاعره، وهذا يزيد الأمر سوءا، لذا أنصحك بإجبار نفسك على الخروج إما مع أقرب الناس لك والذي تشعرين معهم بالراحة وعدم التكلف، وإما أن تخرجي بمفردك، وتتدبري كل ما حولك، وتتأملي الطبيعة، فهذا يعتبر نوعا من الاسترخاء الذي سيساعدك على التفكير بمشكلتك بمزيد من الإيجابية والمنطقية.

- لقد ذكرت برسالتك أنه لا أحد يهتم بك، وهذا جعلني أرغب بمعرفة المزيد عن نمط علاقاتك عموما، وروابطك الأسرية خصوصا، ولكن بالمقابل أريدك أن تعلمي -عزيزتي- أنه بإمكانك أيضا أن تهتمي أنت بنفسك، فنحن جميعا نحتاج إلى اهتمام الآخرين -الذي لا أنكر أهميته-، ونغفل تماما عن أهمية اهتمامنا بأنفسنا وإشباعها بكل ما تحتاجه، دون انتظار أحد.

- فيما يخص رغبتك بتنظيم وقتك: فكلما شغلت نفسك بأمور هامة بحياتك، كلما تطورت قدرتك على إدارة وقتك، لذا اجعلي يومك مكتظا بالمهام، ووزعيها بقائمة خاصة بك ( الأمور الهامة والعاجلة، الهامة وغير العاجلة، غير الهامة وعاجلة، غير هامة وغير عاجلة)، واتركي خانة غير هامة وغير عاجلة هي آخر خانة تستهلكين وقتك بها، فهي لا تثمر أي نفع للإنسان، واجعلي أمورك التي تنجزينها موزعة بين الخانات الثلاث بشكل متوازن قدر الإمكان، هذه الغربلة ستعينك كثيرا على إدارة وقتك بشكل فعال.

- فيما يخص سؤالك حول الصلاة والالتزام بها: أقترح عليك قراءة سلسلة كتب لأحمد خيري العمري، بعنوان كيمياء الصلاة، فهي مختلفة جدا بنوعيتها ونوعية الأفكار التي تحتويها، حيث ستجدين كم أنها ستجعلك ترين الصلاة بنظرة مختلفة تماما عن النظرة التقليدية على أنها فرض والسلام، وبالتالي ستغني تفكيرك بالعديد من المفاهيم الروحية والنفسية، مما يجعلك أكثر فهما وتعمقا بمعاني الصلاة، وهذا سيزيدك تعلقا بها، وسيزيد بالتأكيد من دافعك لأدائها والالتزام بها.

أتمنى لك كل التوفيق، ولا تترددي بمراسلتنا مجددآ في أي وقت تشائين.

مواد ذات صلة

الاستشارات