أعاني من سحر دمر حياتي، فكيف أتصرف؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من صداع مستمر، وثقل في الأكتاف، مع ألم في الظهر والجهة اليمنى كاملة، وأيضا لدي استفسار.

تنتابني أحلام مستمرة بأني مسحورة، وأعاني من الجاثوم بشكل مستمر، وكلما أردت عمل شيء تضطرب حياتي.

تزوجت وأنا بعمر ١٤ سنة، وحصل لي موقف وهو أني كنت نائمة، وشعرت وكأن شخصا يقف فوقي، ففتحت عيني، كان لونه رماديا، فهل هو جن؟

واليوم الذي بعده انتابتني نفس الحالة، وكأنه ضربني على وجهي، ومنذ ذلك الحين حتى الآن وأنا أعاني من هذه المشكلة.

للأسف لم يستمر زواجي أقل من سنة وانفصلت ، حيث كرهت زوجي حتى ما كنت أقدر على سماع صوته، فقد كان ينتابني غثيان منه ومن رائحته، حتى الحي الذي كنت أسكن فيه كنت عندما أمر ينتابني ألم في بطني.

قرأ علي شيوخ كثر، وكلهم اتفق كلامهم بأنه قد عمل لي سحر، أصلي وأقرأ أذكاري، وأحاول أن أبعد عن نفسي هذه الأفكار، ولكن تنتابني أحلام وآلام، وعندما أجريت التحاليل أخبروني بأني سليمة، كما تصيبني نوبات بكاء، وخلاف مع أهلي بشكل مستمر.

أفيدوني بارك الله فيكم.

تحياتي للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hafsah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بمعايير الطب النفسي أنت تعانين من قلق المخاوف، وقلق المخاوف يعطي هذه الصورة تماما، اضطرابات في النوم، وما يسمى بالجاثوم، والمخاوف، خاصة المواضيع الغيبية حول الجن وحول السحر والعين، هذه تهيمن على بعض الناس، لأن الأمر موضوع وشائع ورائج ومنتشر في مجتمعاتنا بشكل مزعج جدا.

كل من قال لك أنك تعانين من سحر أو جن لا أعتقد أنه لديه دليل، هذه الأمور علمها عند الله، الذي نعرفه أن الإنسان مكرم، خلقه الله في أحسن صورة، وميزة على جميع مخلوقاته، والمسلم ما دام يصلي، ويقرأ أذكاره، ويرقي نفسه، ولديه ورد قرآني يومي، وله قناعة تامة أن لا أحد يستطيع أن ينفعه أو يضره إلا بإذن الله تعالى.

فأرجو أن تغيري مفاهيمك تماما حول مواضيع السحر، توكلي على ربك، انطلقي في الحياة انطلاقة صحيحة، سليمة، متفائلة. طبعا موضوع الزواج وفشل الزواج والسن المبكرة: أنا أعتقد أن هذا ماضي يجب أن يترك خلفك تماما.

المهم هو الحاضر، الماضي هو مستقبل الحاضر، وقوة الحاضر دائما أكثر كثيرا من قوة الماضي، فانطلقي الآن انطلاقة إيجابية، نظمي وقتك، نظمي حياتك، كوني متفائلة، أنت في مرحلة الطلابية فعليك بالإجادة، وعليك بالاجتهاد، وعليك بالتميز العلمي، وهذا إن شاء الله تعالى يعوضك كثيرا.

احرصي على صلاتك وأذكارك، ويا حبذا أيضا لو دخلت في مشروع لحفظ القرآن أو على الأقل أجزاء من القرآن، هذا اجعليه مشروع حياتك، هذا يؤدي إلى استقرار نفسي واستقرار معنوي، ويفتح لك -إن شاء الله تعالى- آفاق جميلة جدا.

أنت أيضا في حاجة لدواء بسيط مضاد لقلق المخاوف.

إن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فاذهبي، هذا فيه فائدة لك إن شاء الله تعالى، وإن لم يكن ذلك ممكنا يمكن أن أصف لك أحد الأدوية البسيطة التي تعالج القلق والتوترات، وتحسن النوم في نفس الوقت بدرجة معقولة، الدواء يسمى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات