السؤال
السلام عليكم.
منذ ١٠ أعوام شعرت بآلام في منتصف الصدر، والفحوصات أظهرت ارتجاعا بسيطا في الصمام المترالي، ولازمتني نوبات الخوف رغم طمأنة الأطباء.
ذهبت لطبيب نفسي لكنني خفت من الدواء، وفقني الله لأداء العمرة، وتوقفت النوبات لسنين ثم عادت مرة أخرى منذ عام، مع قلق أكثر من الطبيعي على الأولاد، حينما علمت بخبر حملي الغير مخطط له، وخوفي من تعب يصيب قلبي، لكنني استعنت بالله وتم الحمل -بفضل الله- رغم المتاعب، وعلمت بإصابتي بحصوات المرارة بعد ذلك.
كان عندي ورم ليفي في الثدي، كبر حجمه، وارتخاء الصمام المترالي وأصبح معه ارتخاء في الصمام الثلاثي، كل هذا اكتشفته بعد ولادتي بعام، رغم أن وضعي مستقر، ولكن تزامن هذا مع ظهور الكورونا وخفت خوفا شديدا من أخبار الموت التي انتشرت، وسكني بجوار المستشفى وسماعي لصوت الإسعاف، وتركيزي مع الأخبار، إلى أن أصبت بالتهاب حلق خفيف وصداع، وكنت أبكي خوفا من أن أكون قد أصبت بالكورونا، وتبرد أطرافي وأتعرق، ويزيد ألم صدري.
مر هذا الوقت وأجريت الفحوصات وتأكدت أنني بخير، وقلت نوبات الخوف لكنها لم ترحل بسبب التعب الجسدي المستمر وارتجاع المريء.
كتبت لي الطبيبة سيبرالكس، ترددت كثيرا في أخذه خوفا من آثاره، لكنني استسلمت لما وجدت الضغط يرتفع والقلق يزيد.
اليوم هو الرابع والجرعة ٥، وأعاني منذ البداية من زيادة القلق ونوبات الخوف، وإذا نمت أفزع.
أريد التوقف لكنني أخشى أن يسبب لي أحلاما مزعجة، وأشعر بالدوار، بالأمس كدت أشعر بالإغماء، مع ألم بالمعدة والصدر، وتنميل بالأطراف وغثيان بشكل زائد.
أمشي في الشوارع لساعات هربا، فمتى سأتحسن، وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الحمد لله تعالى أنت مدركة للصعوبات النفسية البسيطة التي تعانين منها، والتي تتجسد في قلق المخاوف -كما تفضلت- ويظهر أنه أتتك نوبات هرع فيما مضى، لكن -الحمد لله- الآن أراك أنك قد انطلقت نحو التكيف النفسي الإيجابي.
بالنسبة لمتلازمة الكورونا: هذا أمر أصاب الدنيا كلها، أصاب العالم كله، فيجب ألا نشخصن الأمور، يجب ألا يعتقد الواحد منا أنه هو الوحيد الذي سوف تصيبه هذه المشكلة، لا، لكن علينا أن نتحوط التحوطات المعروفة، ونتوكل على الله، وندعو الله أن يحفظنا، الأمر في غاية البساطة.
وأنت يجب أن تحسني إدارة وقتك، لأن الفراغ مشكلة كبيرة، الفراغ يجعل الإنسان يوسوس، يجعل الإنسان يقلق، يجعل الأفكار السلبية تتساقط على الإنسان وتحاصره، فأريدك أن تحسني إدارة وقتك، أن تتواصلي اجتماعيا، أعمال المنزل، القراءة، الاطلاع، العبادة، الترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، هذه كلها وغيرها أمور إيجابية جدا.
بالنسبة للسبرالكس: دواء رائع، دواء ممتاز، دواء سليم، لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على ضغط الدم أبدا، في حالات نادرة جدا في الأيام الأولى للعلاج ربما يظهر شيء من القلق، لكن بعد عشرة أيام يختفي تماما، أنا أنصحك بأن تستمري على السبرالكس لأنه الأفضل والأحسن.
وحتى -إن شاء الله تعالى- ترتاحي من هذا القلق الذي حدث لك أريدك أن تتناولي يسمى تجاريا (دوجماتيل) ويسمى علميا (سولبرايد) بجرعة خمسين مليجراما، يوميا لمدة ثلاثة أسابيع، ثم تتوقفي عنه وتستمري على السبرالكس حسب الوصف الذي ذكره لك الطبيب.
السولبرايد -إن شاء الله تعالى- سوف يجعلك تتخلصين من كل الأعراض القلقية والتوتر، -وإن شاء الله تعالى- يؤدي إلى حالة استرخائية مزاجية، لكن لا أريدك أن تستمري عليه أكثر من ثلاثة أسابيع، لأنه أصلا لا داعي لذلك، كما أنه في حالات نادرة بجرعة خمسين مليجراما ربما يرفع هرمون الحليب عند النساء، وبارتفاع هذا الهرمون يحصل اضطرابات في الدورة الشهرية، فالدواء دواء جيد، دواء سليم، ونحن في حالتك هذه استعملناه كداعم للسبرالكس.
فرأيي أن تستمري على السبرالكس، وإذا تعقدت الأمور -لا قدر الله- وفشلت تماما في تحمله ففي هذه الحالة قابلي الطبيب، يمكن أن يستبدله مثلا بدواء آخر مثل (زولفت/لوسترال) والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين)، فهو ممتاز لعلاج قلق المخاوف، وفي نفس الوقت هو دواء سليم.
والله الموفق.