السؤال
السلام عليكم.
أعاني من عدم التركيز، وتشتت في الذهن، وكثرة التفكير وخاصة عندما أكون بمفردي، أنا خاطب منذ شهر تقريبا، وقبل الخطوبة بثلاثة أيام تعبت، وطبعا أثر ذلك علي وتوترت وقلقت -والحمد لله- تمت الخطوبة، ولكن زاد التوتر والقلق عندي بعد الخطوبة.
ذهبت لدكتور مخ وأعصاب، وشخصني بتشخيص خاطئ لمرض معين، وطبعا بحثت في الإنترنت، وقرأت عن المرض وهذا زاد علي التوتر والقلق والاكتئاب بدرجة عالية، فذهبت لدكتور آخر، وقال لي: لا يوجد بك شيء، ولكني غير مصدق، فذهبت لأفضل دكتور للمخ والأعصاب في مصر، وأكد لي أنه تم تشخيصي بالخطأ.
عندما أجلس وحدي أشعر بالوسواس وعدم التركيز، وتشتت في الذهن، ودائما أحتاج إلى شخص لأتكلم معه حتى أنسى، وفعلا أنسى، ولكن عندما أعود لوحدي أعود لعدم التركيز والسرحان، وأكون في تفكيري في مكان آخر (في دنيا ثانية)، وأفكر دماغيا وأعمل حوارا آخر، فأنا في هذه الفترة من أصبحت من الشخصيات التي تركز مع نفسها وعند تركيز عيني تؤلمني رجلي، فهل من الممكن أن تفسروا لي الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نبارك لك الخطوبة – أخي الكريم – ونسأل الله تعالى أن يتم الزواج في أسرع فرصة ممكنة، وأن يكون زواجا مباركا، ويجعله الله تعالى لكما مودة وسكينة ورحمة، ويجمع بينكما على خير.
في بعض الأحيان الإنسان الحساس حتى الأحداث الجميلة لا يتحملها، ويسيطر على الإنسان في بعض الأحيان الفكر السلبي، الفكر السخيف والتحليلات الوسواسية التي لا ترتكز على أي منطق.
فيا أخي الكريم: أنا أرى أنه قد حدث لك شيء من هذا، واضطراب التركيز وتشتت الذهن طبعا القلق هو أكبر سبب له، لكن سيكون من الجميل أيضا أن تجري بعض الفحوصات الطبية العامة، تتأكد من مستوى الدم لديك، مستوى السكر، مستوى فيتامين (د) هذا مهم جدا، مستوى فيتامين (ب12)، وظائف الكلى، وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات. هذه فحوصات عامة، إن شاء الله تعالى كلها تطلع سليمة، وهذا سوف يجعلك تكون في حالة تركيز جيدة.
من الواضح أن الفراغ أيضا أضر بك كثيرا، فيا أخي الكريم: أحسن إدارة وقتك، من يحسن إدارة وقته يحسن إدارة الحياة، وكما ورد في الحديث: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فيجب أن نستفيد من الوقت، ويجب أن نستفيد من صحتنا التي وهبنا الله تعالى إياها.
أخي الكريم: اجعل الرياضة جزءا من حياتك، الرياضة ممتازة، تحرق الطاقات النفسية السلبية، تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.
اجتهد في عملك، وطور من مهاراتك، وعليك أيضا بالتواصل الاجتماعي، أنصحك ألا تتخلف من أي واجب اجتماعي، الذي يقوم بالواجبات الاجتماعية – كتلبية دعوات الأفراح مثلا، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، حضور الجنائز، صلة الرحم – يا أخي: من يقوم بذلك يحس بإشباع نفسي داخلي إيجابي، وهذا شعور جميل جدا، فهذا أيضا أحد السبل العلاجية النفسية الاجتماعية.
أخي الكريم: احرص على صلاتك مع الجماعة، هذا أيضا فيه شيء من التعاضد النفسي الذي يؤدي إلى الطمأنينة. ذكرت لك الرياضة، وأريد أن أذكرها مرة أخرى، لأنها بالفعل مفيدة. احرص على النوم الليلي، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، والإنسان يستيقظ مبكرا، ويصلي الفجر، قطعا سوف يحس بشيء من الاسترخاء، شيء من راحة البال، وكذلك حسن التركيز.
القراءات الجميلة، وتلاوة القرآن الكريم بتؤدة وتمعن وتركيز وتجويد يحسن من التركيز، عليك – يا أخي – بالتوازن الغذائي، لا تنسى هذا الموضوع، هذا أيضا مهم جدا، الأغذية الصحية المتوازنة تحسن من التركيز، الصحبة الطيبة مهمة جدا.
هذه كلها أشياء معلومة بالنسبة لك، وأنا أراها علاجية مفيدة جدا، لأن فيها تغيير كامل لنمط الحياة، الآن نحن نتكلم عن الصحة النفسية الإيجابية، لا نتكلم عن الصحة النفسية فقط، لا، لا نريد الناس ألا يكون لديها فقط أعراض نفسية كالقلق والتوتر، إنما نريد الناس أن تستمتع بحياتها، أن تعيش حياتها بإيجابية، حياة فاعلة، حياة مفيدة، هذا هو الذي نبتغيه، لذا إرشادي لك في هذه الاستشارة هو على هذا الأساس.
أخي: لا بأس أبدا أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، عقار مثل (موتيفال) مثلا بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة لمدة أسبوعين، أعتقد أنه سيكون جيدا ومفيدا، ولا أعتقد أنك في حاجة لأكثر من ذلك أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.