إعلان الفتاة عن رغبتها في الزواج بشخص معين

0 215

السؤال

أنا طالبة ملتزمة محافظة على ديني وخلقي، لم أختلط يوما بالشباب، كان شعوري نحوهم أنهم إخوتي، إلى أن التقيت بشاب ملتزم ومتدين، لا أقصد باللقاء هو الكلام أو ما شابه، ولكنه أعطاني انطباعا بالإعجاب ورسم صورة لشريك المستقبل، فهل لي أن أصارحه بذلك وأكون أنا البادئة أم هذا يناقض شرع الله؟ أعينوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الأفضل للفتاة أن تبتعد عن مواطن الرجال، وتحرص على وقارها وحيائها الذي هو عنوان الجمال، وبتمسكها بدينها تبلغ الكمال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا وشكرا لك على الاهتمام والسؤال.

ولاشك أن ديننا العظيم يريد للفتاة أن تكون مطلوبة؛ لا طالبة لأن في ذلك حفظا لحيائها، وصيانة لكرامتها وأنفع لها في علاقاتها مع زوجها وأهله مستقبلا فلا يستطيع أحد أن يقول أنت التي جريت خلفه، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن يكون الطريق للفوز بالزوجة يمر عن طريق والديها وبعد أن يقدم الطالب الثناء العطر والرغبة في الارتباط ببيت المجد والعفاف والكرم، ويرسل من يتكلم باسمه ويدفع المهر تعبيرا عن رفعة ما يطلب ودلالة على صدق النية والاستعداد لتحمل المسئولية، وعند ذلك تقوم الأسرة بالتأكد من أخلاقه ودينه وأسرته وأحواله ثم يوافقون لصاحب الدين والخلق بعد أن يتأكدوا من رغبة الفتاة وموافقتها.

ولا مانع للمرأة إذا رغبت في الارتباط برجل من إعلان رغبتها عن طريق إحدى محارم الرجل أو عن طريق امرأة كبيرة عاقلة أمينة قادرة على كتمان الأسرار، على أن يتم كل ذلك عن طريق المجيء إلى أهل الفتاة إذا حصل التوافق، وهذه الطريقة تضمن للطرفين الخروج من الإحراج وتحفظ للفتاة ماء وجهها وتعطي الرجل فرصا أكبر للتعبير عن مشاعره والإفصاح عن ارتباطاته إن وجدت وأحواله.

ونحن نكرر لك النصح بعدم التمادي مع هذه العواطف إلا بعد ضبطها بأحكام الشريعة، التي لا تعترف إلا بالعلاقات المعلنة بوجود الأهل والشهود في سطح الأرض وتحت ضوء الشمس.

وقد ورد أن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد لما لاحظت علامات الأمانة والنجابة على رسولنا صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه تعلن رغبتها في الزواج منه وهي التي رفضت الأشراف والأكابر.

وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واشغلي نفسك بطاعة الله وسوف يأتيك ما قدره الله.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات