السؤال
أنا أعاني منذ 8 أشهر من هيجان، وصعوبة في التنفس، وتسارع ضربات القلب، وتلك الأعراض تحدث خلال فترات متقطعة من اليوم، وتأتي بصورة شديدة أو خفيفة.
أشعر بسخونة في الجسد ونبض في الظهر عند الجلوس أو النوم، ويسبب ذلك لي ألما في أعصابي ويصحبه، وجع في الرأس أو العين، وذهبت إلى الطبيب وقمت بإجراء تحليل هيموجلبين، وغدة درقية وكانت نتائج التحاليل سليمة، كان عندي قلق شديد بسبب تلك المشكلة، وكان عندي أرق لفترة طويلة، ولكنه ذهب الآن، بالإضافة أني أصبحت أعاني من ألم في الناحية اليسار، وهو مكان القلب تقريبا، وألم في منتصف الصدر بسبب النهجان المتكرر، كل تلك الأعراض تأتيني كلما أفكر بها أو أكون مصابة بالضيق والقلق فشعرت لفترة ما أنني أتوهم ولكنها أحيانا تأتي عندما أكون لا أفكر بشيء، قد قلت حدة تلك الأعراض عن السابق لكنها لا تزول أبدا.
أريد أن أعرف سبب هذه الأعراض وحلا لها، لأنه أثر على حياتي بشكل كبير، وأشعر أنني غير مرتاحة نهائيا، خاصة لأنني طالبة، وقد أثر هذا على دراستي وتركيزي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hasna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حالتك واضح جدا أنها نوع من القلق النفسي البسيط، والقلق النفسي دائما يكون مصحوبا بتوتر نفسي، والتوتر النفسي قد يؤدي إلى توتر عضلي، يصيب بعض عضلات الجسم، خاصة عضلات الصدر وعضلات الرقبة وعضلات الرأس وعضلات القولون وعضلات أسفل الظهر.
لذا تجد من يشتكي من الصداع العصبي، وتجد من يشتكي من القولون العصبي، وتجد من يشتكي من آلام الصدر، وهي شائعة جدا، لأن الناس تخاف من أمراض القلب ومن موت الفجاءة، والألم الذي تعانين منه ليس هو ناتج من القلب، هو ناتج من عضلات القفص الصدري، حيث – كما ذكرت لك – التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي.
هذه الحالات نسميها بالحالات النفسوجسدية، يعني: هنالك أعراض جسدية لكن سببها هو القلق النفسي وليس مرضا عضويا.
أنت صغيرة في السن، والحمد لله تعالى طاقاتك النفسية والجسدية والوجدانية عالية جدا، فكوني أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وكل المطلوب منك هو أن تعبري عن نفسك، لا تكتمي، الكتمان يؤدي إلى احتقانات داخلية، والاحتقانات الداخلية تؤدي إلى القلق والتوتر، والقلق والتوتر يؤدي إلى التوترات العضلية.
الأمر الآخر: أريدك أن تحسني تنظيم الوقت، من المهم جدا أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، لكن تنومي ليلا نوما مبكرا، وتتجنبي السهر. النوم المبكر الليلي يعطي فرصة لخلايا الدماغ وخلايا الجسد ليحدث فيها ترميم وتنظيم لوظائفها، والإنسان حين ينام مبكرا ويستيقظ ويؤدي صلاة الفجر.
لا شك أن هذه بداية عظيمة، هذا استغلال تام للصباح، والصباح هو أجمل الأوقات وأفضلها، لذا ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا لهذه الأمة بالبركة في بكورها فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية بعثها من أول النهار، وورد أن رجلا كان تاجرا وكان يرسل غلمانه من أول النهار فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضعه.
بعد صلاة الفجر يمكن أن تتناولي الشاي، والاستحمام، وتجهزي نفسك، وتدرسي لمدة ساعة على الأقل قبل أن تذهبي لمرفقك الدراسي، هذه نصيحة مهمة، ويجب أن تأخذي بها، وأنا متأكد أنها ستغير حياتك تماما، مجرد النوم الليلي المبكر والاستيقاظ المبكر والاستفادة من الصباح؛ هذه في حد ذاتها تعتبر علاجا كبيرا لهذه الحالات.
المطلب الثاني كمطلب علاجي هو أن تطبقي بعض تمارين الاسترخاء، تمارين نسميها (تمارين التنفس المتدرج) و(تمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها) ذات فائدة عظيمة جدا لعلاج القلق والتوتر النفسي والعضلي. توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية القيام بهذه التمارين بصورة صحيحة، فأرجو أن تستعيني بأحد هذه البرامج وتلتزمي بهذه التمارين.
الرياضة أيضا مفيدة جدا، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، أي رياضة متاحة لك كفتاة مسلمة أرجو أن تنخرطي فيها.
رفهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، احرصي على الصلوات في وقتها، كوني إنسانة فعالة داخل أسرتك، مشاركات إيجابية، بر الوالدين، ... هذا أعتقد هو الذي سوف يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض.
أنا أرى أن مشكلتك كبيرة، لكن حقا الإرشادات التي ذكرتها لك إذا اتبعتها حياتك سوف تتغير تماما وتصبح إيجابية جدا، وأنا لا أراك في حاجة لأي علاج دوائي في هذه المرحلة.
غيري نمط حياتك، اجعليه إيجابيا على الأسس التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى سوف يأتيك خيرا كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.