السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 28 سنة، مهندس، أعمل في أوروبا، طلبت من والدي الزواج من فتاة عربية عرفتها في الغربة العام، فرفضت أمي بحجة أن العرب سيئون واستغلاليون، فعرفت الفتاة برفض أمي وحدثت مشاكل بيننا، وحاولت الدفاع عن أهلي والتوازن بين الطرفين، علما أني كنت سأتزوجها بدون علم أهلي، المهم أنها تركتني، فطلب مني والداي الزواج من أجنبية، فرفضت، وظللت أياما أبكي وأكره نفسي بسبب هذه الأمر، وأني في الغربة، والمعيشة صعبة بدون زواج، كان كل تفكيري في الحلال وطاعة ربي.
توفي أبي وبعد عام من وفاته كلمت أمي في موضوع زواجي، وأخبرتها أن أصدقائي رشحوا لي فتاة مؤدبة وخلوقة ومتعلمة، فرفضت بحجة أننا لا نعرفها ولا نعرف أخلاقها لأنها من مدينة أخرى، وأصرت أن أتزوج من أجنبية، فكلمتها عن الحلال والحرام، فتحججت بمرضها، وكلما حاولت الكلام معها ترفض الاستماع لي، وأخيرا طلبت مني عدم الكلام معها في الموضوع نهائيا.
لا أعرف ماذا أفعل؟ لا أريد أن أخطب فتاة فتتعذب من معاملة أمي لها، الحياة في الغربة صعبة، والمسلمون هنا قلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن الكريم – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يجعلك ممن يفوز ببر والديه، وأن يرحم الوالد، وأن يعينك على بر الوالدة، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
نحيي رغبتك في الزواج ورغبتك في حماية نفسك من الحرام، وأرجو أن تهتم بهذا الجانب، واعلم أن خير البر عاجله، واجتهد في إرضاء الوالدة، واطلب مساعدتها، واطلب مساعدة الفضلاء من إخوانك في البحث عن امرأة صالحة مؤمنة، تتوفر فيها الشرائط، وكلما وجدت الفتاة التي فيها الدين وفيها الأخلاق وهي مع ذلك أرضى عند والدتك وأقرب إلى نفس والدتك وأدعى لقبولها فهذا خير، أما إذا تعسر هذا ووجدت صاحبة الدين ومؤدبة فلا تتردد حتى لا تقع في الخطورة من حيث الحرام والعياذ بالله، نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
ولذلك نتمنى أن تحسن الاختيار، فإذا أحسنت الاختيار من ناحية الدين ومن ناحية الأخلاق؛ فإن المبررات التي تطلبها الوالدة ليست في مكانها، ولكن عليك أن تجتهد في إرضائها قبل وبعد زواجك، وأكرر مرة أخرى: في حالة فوزك بفتاة حتى ولو أجنبية لكنها مؤمنة وملتزمة ومتمسكة بالدين، فيها إرضاء للوالدة، وفيها أيضا إرضاء لك، وفيها عون لها على الثبات على هذا الدين؛ فإن هذا سيكون فيه خير كثير.
لكن إذا صعب عليك هذا فلا تفرط في المؤدبة المتعلمة صاحبة الخلق والدين، واجتهد أنت والفتاة في إرضاء الوالدة، وبالغ في إكرامها، ولا تقصر في العناية بها ورعايتها، فإنها في أيام كبر سنها تحتاج إليك جدا، ولا بد أن تكون الزوجة الجديدة أيضا عون لك على البر للوالدة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.