السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من سحر مأكول قديم حسب ما قاله لي الراقي الشرعي، وبعد عدة جلسات للرقية وشرب كميات من الماء المرقي للاستفراغ، لم تأت بنتيجة، سوى الماء المرقي مع حبة الملك التي سببت لي إسهالا وخرج معه شيء من السحر، ولكني ما زلت أعاني من الأعراض، مثل الضيق من المنزل، وعدم الرغبة في البقاء مع زوجتي، وازدادت المشاكل في البيت، حيث أصبحت زوجتي تتخيل أشياء، وتثقل عليها الصلاة، فماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdeldjalil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
فإن السحر أمر واقع وله تأثيراته كما أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى، ولا يمكن إنكاره، لكن يجب أن يكون التعرف على ذلك بواسطة راق أمين وثقة.
السحر قد يكون وضع بواسطة الأكل أو الشرب، أو يوضع في البيت، ولهم طرق خبيثة كثيرة في وضع السحر، ولذلك بما أنك تضيق من البقاء في البيت فإني أطلب منكما أنت وزوجتك أن تخرجا من البيت لبعض الأيام، وتنظران هل ثمة فارق في حياتكما أم أنها كما هي، فإن تغيرت وصارت طبيعية فهذا يعني أن السحر موجود في البيت، وإن كانت كما هي فهذا يعني فعلا أنه مأكول أو مشروب.
يجب أن تستمر بالرقية حتى يخرج السحر تماما، لأن بقاء شيء منه ولو كان يسيرا سيؤذيك، ولتكن على علم أن السحر يمكن أن يتجدد في أي وقت، ولذلك لا بد أن تحافظا على أذكار اليوم والليلة وألا تغفلا عن ذلك، فإن السحر يبقى مترقبا حدوث أي غفلة فيهجم ويدخل مرة أخرى، لأنه لا يلزم أن يكون السحر مأكولا أو مشروبا، فبالمحافظة على الأذكار تكونان متحصنين من ذلك -بإذن الله تعالى-.
اجتنبا الغضب الشديد والفرح الشديد فإنها من الأوقات التي ينفذ السحر من خلالها، وعلى زوجتك أن تحافظ على الذكر في أيام حيضها كذلك، لأنها من الأوقات التي يستغلها الساحر -والعياذ بالله- حيث تكون المرأة متقلبة المزاج.
كون زوجتك تتخيل أشياء ويثقل عليها أداء الصلاة يعني أنها متأثرة كذلك، ولذلك لا بد من عرضها كذلك على راق أمين وثقة، وتكون الرقية بحضور محرم لها.
اجتهدا في تقوية إيمانكما من خلال كثرة العمل الصالح، ولا بد من المجاهدة في هذا الباب فهذا من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
حافظا على أداء ما افترض الله عليكما، وأهم ذلك الصلاة، وأكثرا من تلاوة القرآن الكريم فذلك من أسباب التخفيف عليكما.
تضرعا بالدعاء بين يدي الله تعالى أثناء السجود وتحينا أوقات الإجابة وسلا ربكما أن يرفع عنكما هذا البلاء، فالشفاء منه ومن كل داء بيد الله تعالى، وأكثرا من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
الزما الاستغفار وأكثرا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.