طفلتي عصبية جدا، فهل عصبيتها من أثر الدواء النفسي؟

0 37

السؤال

السلام عليكم.

منذ 3 سنوات بدأت في تناول علاج الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري والقلق الذي سبب لي القولون العصبي، ووصف لي الطبيب دواء (سيرترالين ١٠٠ ملغ) مرتين في اليوم، وبعدها قررت الحمل، فرفض طبيبي إيقاف الدواء، وقال لي: بأن إيقاف الدواء أضر علي وعلى الحمل من أخذه، حتى طلب مني أن أستمر بأخذه في فترة الإرضاع، وأنا ما زلت إلى الآن مستمرة به ولم أراجع الطبيب.

سؤالي: هل أثر هذا الدواء على طفلتي لأنها عصبية جدا؟ حتى طبيب الأطفال لا يستطيع تهدئتها لفحصها، وكل ما تريد شيئا تصرخ بأعلى صوتها وتستلقي على الأرض حتى تأخذه، وبعد أن بلغت السنتين من العمر فطمتها عن الرضاعة، ولكن عصبيتها زادت كثيرا لدرجة أنها تتدحرج على الأرض وتخبط رأسها، فمثلا تريد أن تبقى بالقميص الداخلي، وترفض لبس ثيابها وإن أجبرتها تبكي وتصرخ حتى أقوم بخلع الثياب، ونوبات البكاء والغضب تستمر لساعات طويلة حتى تنام، فهل هذه آثار سحب الدواء منها، أم بسبب الفطام فقط؟ وكيف أتعامل مع هذه التصرفات؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

السيرترالين من الأدوية الممتازة والأدوية السليمة جدا، طبعا مائة مليجرام مرتين في اليوم هذه هي الجرعة القصوى، أي مائتين مليجرام في اليوم، وحقيقة أنا أقل ما أعطي هذه الجرعة، طبعا الجرعة جرعة سليمة وليست سمية، لكن هل هناك حاجة لها؟ هذا سؤال مع احترامي الشديد لرأي الطبيب.

وأمر آخر: الإنسان حين يتحسن من خلال العلاج الدوائي والعلاج السلوكي – خاصة في حالات الرهاب الاجتماعي – يجب أن ينتقل من الجرعة العلاجية للجرعة الوقائية، والجرعة الوقائية لا أعتقد أنها أكثر من خمسين إلى مائة مليجرام. هذا هو المبدأ العلمي الصحيح.

بالنسبة للحمل: الحمد لله عد عليك بالسلامة وأنت على الدواء، والسيرترالين عامة يعتبر من الأدوية السليمة، وإن كنا لا نفضل الجرعات الكبرى في أثناء فترة تخليق الأجنة – وهي الأربعة أشهر الأولى من الحمل – لكن الحمد لله طفلتك سليمة.

بالنسبة للرضاعة: السيرترالين يفرز في الحليب، لكن يفرز بنسبة قليلة جدا، حوالي عشرة بالمائة، الدواء لا يفرز على الإطلاق هو والـ (زيروكسات) والذي يسمى علميا (باروكستين)، هذا نستعمله كثيرا بالنسبة للأم المرضعة.

هذه التوترات التي تبدو على الطفلة والعصبية: أنا أعتقد أن الفطام قد يكون هو السبب الأساسي، ولا أستطيع طبعا أن أقول لم يؤثر، لكن الدواء حتى وإن كانت له تأثيرات لا تظهر في شكل عصبية، إنما زيادة في النوم، وهذه الطفلة تنام كثيرا، فإذا أنا أعتبر أن الدواء لم يؤثر عليها -إن شاء الله تعالى-، وموضوع الغضب والبكاء: هذا قد يكون أمرا تربويا زائد موضوع الفطام، فحاولي أن تعززي السلوك الإيجابي لديها، حاولي أن تكوني دائما في جانب عدم التدليل الزائد للطفلة، وإن شاء الله تعالى سلوكها سوف يتغير، ويتعزز عندها السلوك الإيجابي.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات