أصبحت أعاني من خوف مفاجئ، فهل سيستمر ذلك الشعور؟

0 29

السؤال

السلام عليكم..

منذ أكثر من شهر أصيبت أمي باكتئاب ووسواس الموت، كانت تعاني منه من قبل، ولما انقطعت عن الدواء عادت الأعراض، ولكن الحمد لله وصف لها طبيبها الدواء المناسب، وهي الآن في حالة جيدة.

أثناء المرض كنت أنا من يلازمها، علما أني متزوجة، وقد تركت بيتي لكي أقوم برعايتها هي وإخوتي، بعدما شفيت بأيام أصبحت أنا ولأول مرة أحس بضيق في الصدر وخوف داخلي لا أعلم سببه، وقد جاءتني نوبات خوف مرتين تصل حد البكاء والارتعاش والإسهال، ولكن حتى عندما تزول تلك النوبة يبقى الشعور بالخوف يلازمني، وتأتيني أحيانا وساوس غير منطقية، وغريبة لأناس بصحة جيدة، أرجوك بماذا تنصحني؟

أنا في خوف شديد أن يتكرر سيناريو أمي معي، وأن تدخل أدوية الأعصاب حياتي، وأنا ما زلت في مقتبل عمري.

الآن سوف أعود إلى بيت زوجي، وخائفة أن يبقى معي هذا الشعور، فهل هذا كله بسبب ما عشته من ضغط في الفترة الماضية، أم أنه مرض وتجب المعالجة؟

علما أن مدة معاناتي لها أسبوع.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على اهتمامك بأمر والدتك التي أسأل الله لها العافية والشفاء.

من هم في عمر والدتك (غير موضح، لكن أحسب أنها فوق الخمسين)، في هذا العمر يكثر مرض الاكتئاب عند النساء، والاكتئاب قد يكون مصحوبا بوسوسة ومخاوف وقلق، ودائما تكون الاستجابات للعلاجات الدوائية ممتازة جدا، لأنه بفضل من الله تعالى الآن متوفر بين أيدينا مجموعة ممتازة جدا من الأدوية السليمة والمفيدة.

أنا أعتقد أن والدتك يجب أن تستمر على الجرعة الدوائية الوقائية، هذا أفضل، يجعلها في حالة ممتازة، ويجعلك أيضا مطمئنة، والحمد لله كما ذكرت لك الأدوية الآن سليمة.

مراحل العلاج بصفة عامة تبدأ بجرعات ابتدائية، ثم جرعات علاجية، ثم جرعات وقائية، وبعد ذلك جرعات التوقف.

أعتقد أن الوالدة بعد أن تستقر حالتها – وأحسب أنها الحمد لله الآن مستقرة – تنقل إلى الجرعة الوقائية وتستمر عليها.

هذا الأمر أمر مهم كما ذكرت لك، لأنه سوف ينعكس عليك إيجابا، بجانب أن والدتك نريدها أن تكون مرتاحة أنت أيضا سوف ينعكس عليك إيجابا، لأنه من وجهة نظري ربما يكون لديك قابلية بسيطة للقلق وللمخاوف، ومشاعرك الإيجابية الشديدة نحو والدتك أيضا يجعلك تكوني سريعة التأثر.

طبعا لا ننكر العوامل الوراثية، في بعض الأحيان القلق والتوترات ربما تلعب الوراثة دورا، لكنها ليست الوراثة المباشرة، إنما هي مجرد قابلية واستعداد قد تحدث لبعض الناس الذين لدى أقربائهم حالات نفسية، وبعد ذلك يكون أثر البيئة أكثر.

فإذا أنت الآن تأثرت بالأثر البيئي، لأنك مع والدتك، وعشت كل مراحل معاناتها، وتدرج المرض من انتكاسات إلى تحسن، وأنا أعتقد أن التأثير النفسي هو الذي وقع عليك أكثر.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: استقرار حالة والدتك سوف ينعكس عليك إيجابا، والحالة التي مرت عليك أنت أنا أراها حالة عارضة إن شاء الله تعالى، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي أبدا، الحمد لله أنت لديك بيت الزوجية، وأحسب أنه لديك الكثير من عوامل الاستقرار، حاولي أن تؤهلي نفسك من خلال التفكير الإيجابي، أن تديري وقتك بصورة جيدة، أن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية، والتمارين الرياضية، وتهتمي بصلاتك في وقتها، وأذكارك وأورادك اليومية من القرآن، وتكوني دائما في جانب التفاؤل.

تجنبي أيضا النوم النهاري، لأنه جيد جدا أن يعتمد الإنسان على النوم الليلي المبكر، هذا يؤدي إلى الكثير من الاسترخاء الجسدي والنفسي وترميم خلايا الدماغ.

فلا تخافي، اطمئني، واذهبي إلى بيتك، ورتبي علاجات والدتك بصورة تجعلك أنت أيضا الآن مطمئنة.

كما ذكرت لك سلفا: أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، هذا أمر عارض، وإيجابياتك كثيرة جدا، وإن شاء الله تعالى تقيك من كل انتكاسات مرضية نفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات