السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري 24 سنة، تعرضت لموقف صحي أقلقني كثيرا، وأصبحت لا أنام خوفا على حياتي، ثم تحسن وضعي الصحي، ولكن رغم ذلك لا أستطيع النوم، وإن نمت يكون النوم متقطعا، وأصبت بصداع شديد.
ذهبت لطبيب نفسي، ووصف لي دواء martimash، ولم أستفد منه في النوم رغم اتباعي السلوكيات الصحيحة للنوم، مثل الذهاب للسرير في موعد محدد، والامتناع عن القيلولة، والتوقف عن شرب المنبهات من الشاي والقهوة.
الآن صرت أعاني من صداع شديد بسبب قلة النوم، فكم يحتاج الجسم للنوم لتعويض تلك المدة من انقطاع النوم؟ وما الطريقة السليمة للعودة للنوم العميق والمتواصل طوال الليل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omarsakka حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
حقيقة في مثل حالتك التي نتج عنها عدم النوم؛ بالرغم من أن الطبيب أعطاك عقار (ميرتيماش martimash) وهو الـ (ميرتازبين Mirtazapine) هو من أفضل الأدوية المنومة، ما دام هذا الدواء لم يفدك فأعتقد أنه يجب أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى اضطراب النوم لديك.
أنت قمت بتناول دواء فعال، وقمت بتحسين الصحة النومية لديك من خلال الإجراءات التي قمت بها، وبالرغم من ذلك لم يأتك النوم، فإذا لا بد أن تكون هنالك أسباب، ابحث عن هذه الأسباب لإزالتها.
أولا: القلق: انظر إلى أسبابه، وحاول أن تتعامل معه بحكمة وبرشد، وحاول أن تتكيف وتتوائم مع ظروفك الحياتية.
ثانيا: الصداع الشديد: ما سببه؟ هل هو ناتج من القلق؟ هل هو ناتج من التوتر؟ هل هو ناتج من مشكلة في النظر؟ أو مشكلة في الأسنان؟ أم مشكلة في الجيوب الأنفية؟ الأسباب كثيرة جدا، هل هو نوع من الشقيقة؟ هل هو ناتج من أي التهابات دماغية مثلا؟
فلا بد أن يعرف السبب – أيها الفاضل الكريم – لهذا الصداع، لذا حقيقة أنا أنصحك بأن تذهب إلى الطبيب، بالنسبة للصداع يمكن أن تذهب لطبيب الباطني، أو لطبيب الأعصاب، وإذا كانت لديك شكوك حول نظرك أو الجيوب الأنفية فيجب أن تقابل الأطباء المختصين، لا تستعمل منومات دون أن تعرف السبب لاضطراب النوم، هذا شيء مهم جدا، وهذه هي نصيحتي لك.
والجسم يعوض النوم بسرعة جدا، أنت في سن صغيرة، و-إن شاء الله تعالى- ما تعرضت له من أرق لن يكون له تبعات سلبية عليك، المهم الآن إزالة الأسباب، وأن تبدأ -إن شاء الله تعالى- نوما سليما، في مثل عمرك الإنسان إذا تجنب تناول الميقظات كالشاي والقهوة – وغيرها من محتويات الكافيين – بعد الساعة السادسة مساء، ومارس الرياضة، وثبت وقت النوم، وحرص على أذكار النوم، وتوضأ قبل النوم، ومارس بعض التمارين الاسترخائية قبل النوم؛ من المفترض أن ينام نوما عميقا، في مثل عمرك إفراز مادة الميلاتونين – والتي تساعد على النوم – يكون في أفضل حالاته.
فأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تقابل الأطباء لإزالة الأسباب التي أدت إلى اضطراب النوم لديك، وعلى رأسها هذا الصداع الشديد.
نعم أنا لا أؤيد استعمال الميرتيماش، هو دواء رائع، دواء سليم، دواء يحسن النوم بصورة ممتازة، لكنه لم يفدك، فلذا لا بد أن يكون هنالك استقصاء واستكشاف أكثر لحالتك، كلامي هذا من باب النصيحة، وأنا متأكد أن الأمور سوف ترجع إلى مسارها الصحيح.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك نوما هنيئا وصحة وعافية دائمة.