ما سبب الشعور بالاكتئاب والوحشة كلما فشلت في امتحان؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من فترات ضيق واكتئاب شديد، وأشعر أحيانا بالوحشة لدرجة أوقظ أحد أفراد أسرتي ليتحدث معي إن شعرت بها ليلا. بدأت مشكلتي منذ الثانوية العامة، بعد أول امتحان، حينما خرجت منه وعلمت أنني قد نقصت فيه 8 درجات، لأنني كنت أعتقد أني سأنقص درجتين فقط، بعد الامتحان ظللت أبكي لساعات حتى نمت، وبعد الاستيقاظ شعرت بكراهية الحياة، واكتأبت جدا وحزنت.

بدأت في تناول عقار الإركليون فورت طوال فترة الامتحانات، ومرت المدة ودخلت كلية الهندسة، لم أشعر بتلك النوبة إلا بعد امتحانات منتصف الفصل في سنة الإعداد، حينما اكتشفت أنني قد أخطأت خطأ طفيفا لكن من شأنه أن يعرضني للسقوط، فبدأت أبكي بعد الامتحان وأشعر بالضيق والاكتئاب، ثم مضيت، ولم أشعر بذلك الشعور مرة أخرى إلا مع بداية السنة الجديدة (سنة التخصص)، وكنت محتارا بين قسمين، وساءت حالتي جدا في ذلك الوقت بسبب الحيرة واحتمالية خسارة اختيار القسم الأفضل، لدرجة أنني كنت أستيقظ من النوم وضيق شديد في صدري، ولا أنام إلا بجانب أحد من أهلي بسبب شعوري بالضياع والوحشة، ثم أكملت في أحد القسمين ومر الفصل الأول.

ثم جاء الفصل الثاني وكنت مطالبا بعمل بحث في مادة ( بديل امتحان )، وحينها جاء ذلك الشعور بالخيبة والوحشة حينما فشلت في عمله، والآن تكرر، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Barakat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك استشارات نفسية سابقة، أجاب عليها الأخ الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر، وأرجو أن تكون قد أخذت بما أسداه لك من نصائح.

أيها الفاضل الكريم: أنا لا أريدك أبدا أن تعتبر نفسك مصابا باكتئاب نفسي، أنت مصاب بشيء من الإحباط الظرفي والوقتي، وذلك لأن شخصيتك حساسة ولديك قابلية واستعداد للتأثر بالأحداث الحياتية السلبية، خاصة الأمر حول الدراسة والامتحانات، فلا تعتبر نفسك مكتئبا أبدا، الاكتئاب مرض شديد، مرض له تبعاته النفسية والوجدانية والمعرفية والجسدية، فلا تتمناه أبدا، و-إن شاء الله تعالى- أنت غير مصاب به.

فالذي تعانيه من الشعور بالإحباط – وكما تفضلت بالوحشة والخوف من الوحدة – هذا كله دليل على عدم الاطمئنان وتعنيف النفس، فأنت حين تخفق قليلا في امتحان تعنف نفسك كثيرا، لا، الأمر -إن شاء الله- في غاية البساطة، أنت بخير، مقدراتك موجودة، الله تعالى حباك بأشياء كثيرة إيجابية.

كل الذي تحتاجه هو أن يكون مسار تفكيرك مسارا إيجابيا، وأن تنسق وقتك بصورة جيدة، وتهتم بدراستك على أسس أفضل مما مضى، وهذا يمكن أن تصل إليه من خلال: أن تتجنب السهر، أن تنام نوما ليليا مبكرا، تستيقظ لصلاة الفجر، ثم بعد الاستحمام وشرب الشاي تبدأ تدرس. هذا أجمل وقت للاستيعاب، دراسة لمدة ساعة، أو ساعة ونصف قبل أن تذهب إلى الجامعة، سوف يجعلك في غنى عن الإجهاد الشديد من أجل استيعاب المعلومات في ساعات طويلة.

وبعد أن تذهب إلى الجامعة سوف تجد نفسك أنك في حالة قبول، في حالة استعداد للاستيعاب، لأنك قد أنجزت في الصباح، لأن في البكور بركة كثيرة، لأن البكور يحسن من دافعيتنا حين ننجز فيه.

وبعد ذلك تأتي من الجامعة تتناول طعام الغداء، وتأخذ قسطا من الراحة بسيط، ولا تنام بالنهار، ثم تدرس مرة أخرى، ولا بد أن يكون لك أيضا بعض الهوايات والتواصل الاجتماعي، الجلوس مع الأسرة، ولا بد من التمارين الرياضية، على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، هذه مهمة جدا، وتعطي الإنسان قدرة على حسن الاستيعاب وعلى التفاؤل وعلى أشياء كثيرة أخرى.

فإذا كل الذي تحتاجه هو نمط الحياة الإيجابي، نمط الحياة المتفائل، ومقدراتك موجودة، وإمكاناتك الجسدية موجودة، وإمكاناتك العقلية موجودة، وخذ الأمور ببساطة أكثر، و-إن شاء الله تعالى- سوف تصل لغاياتك.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات