زوجي لا يصلي وأخاف أن تتأثر بناتي به، فكيف أتصرف؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي في بداية زواجنا كان يصلي بعض الفروض ويترك بعضها عمدا، وبدأ في تركها بالتدرج حتى أصبح لا يصلي أبدا.

جربت طريقة النصح باللين، وذكرته بالآخرة، أشغل القران في بيتي دائما عسى أن يخاف ويصلي، ولكن لا حياة لمن تنادي.

لدي طفلتان وأخاف عليهن أن يصبحن مثله، علما أنني أشعر بضيق، وأشعر دائما أنني أعصي الله حين أعيش مع شخص لا يعبده، ودائما أدعو الله أن يهديه.

أريد نصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك غيرتك على محارم الله تعالى وحدوده، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك.

ما تعيشينه من ضيق وكدر بسبب ترك زوجك للصلاة دليل -إن شاء الله- على وجود الإيمان في قلبك وحبك لله تعالى وطاعته، ونسأل الله أن يجعل ذلك سببا في تفريج ما نزل بك من كرب وإصلاح حالك.

ونصيحتنا لك أن تبذلي وسعك في محاولات إصلاح زوجك، وستكونين بذلك حائزة على خير الدنيا والآخرة، أما الدنيا فبإصلاح زوجك والمحافظة على أسرتك وبناء القدوة الصالحة لبناتك، وأما الآخرة فالأجر فيها عظيم لكل جهد تبذلينه في محاولة إصلاح زوجك، لأنه من باب الدعوة إلى الله تعالى، وإعانة المسلم على طاعة ربه، وقد قال سبحانه: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).

فلا تيأسي من رحمة الله تعالى وعونه، واعلمي أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فخذي بالأسباب التي تؤثر على زوجك وتعيده إلى الحق والصواب، استعيني على ذلك بما ذكرت من قبل استشارتك من إسماعه المواعظ التي تذكره بالآخرة وما فيها من أهوال وشدائد للعصاة، والثواب ونعيم للطائعين.

احرصي على اختيار النصيحة الهادفة الجميلة التي يحبها زوجك، واحرصي على أن تسمعيه من الأشخاص التي يحب أن يسمعها منهم.

ومن الوسائل المفيدة أيضا: التأثير عليه بطريقة الأصحاب، فاحرصي على إنشاء علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال يصلون، فإنهم سيؤثرون فيه، وكذلك استعيني ببعض أقاربك ومحارمك لمجالسته والتأثير عليه، فإن الصاحب ساحب.

وأعظم الوسائل في تحقيق المطلوب: اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بدعائه وسؤاله باضطرار أن يصلح زوجك ويهدي قلبه.

ونرجو الله تعالى أن يتم لك ما تريدين وتتمنين من تحقيق هذا الصلاح للزوج، فإذا لم يصلح بعد كل هذه الجهود فمن حقك الشرعي في هذه الصورة، أو مما يجوز لك شرعا في هذه الحالة طلب الطلاق، فإن فسوق الزوج وإخلاله بهذه الفريضة العظيمة -وهي فريضة الصلاة- مما يسوغ للمرأة أن تطلب الطلاق، إذا رأت المصلحة في ذلك.

فحاولي بعد بذل هذه الجهود أن تستخيري الله سبحانه وتعالى وتشاوري العقلاء من أهلك لمعرفة أي الأمرين أفضل، البقاء مع هذا الزوج على هذه الحالة أو مفارقته، واعلمي أن الله -سبحانه وتعالى- متكفل بك وبرزقك، وأنه لن يضيعك، وقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات