قلق وإحباط وأفكار غير منطقية تنتابني!

0 18

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

قد وثقت بموقعكم الكريم للإجابة عن سؤالي بشأن حالتي النفسية.

أنا شاب بعمر ١٨ عاما، ومررت بضغوط نفسية كثيرة بالآونة الأخيرة، لدرجة أنها أثرت علي كثيرا في بادئ الأمر، لكنني لم أكن أعرف أنها قد تؤثر على حالتي النفسية، حتى بدأت تأتيني فترات من اليأس والقلق والخوف والإحباط والعزلة، لمدة قد تستمر إلى أسبوع أو أسبوعين، وربما أكثر، ومع أفكار غير منطقية تؤثر على منظوري للحياة.

كل ما يمكنني أن أقول عن هذه الأفكار أنها غير منطقية.

بعد مدة حين انهيت دراستي والحمد لله، نجحت وبمعدل ممتاز ذهبت أعراض تلك الحالة ومضى شهران ولم تأتني أي حالة، ولكن قبل أسبوع شعرت بحزن ليس له مبرر وبحالة أعراضها كحالتي القديمة.

علما أنني قد بحثت عن الأمر، وأشك أنني مصاب بالاكتئاب، ولكن الذي يؤلمني هو الأفكار التي تأتيني مع هذه الحالة، وهي أفكار نوعا ما كبريائية، مثلا تأتيني أفكار بأنني كيف سأستطيع أكمال الحياة وأنا كنت فترة من الفترات مريضا نفسيا، أو أنني كنت ضعيفا في مرحلة من المراحل، وكأنني أعتبرها شيئا من النقص، أو قولي أتصيبني أنا!

علما أن لدي كثير من الأصدقاء حين أكون معهم تأيني حالة من الحزن لا أعرف سببها، وأصبحت أكثر عصبية وحبا للنوم، وأصبحت أتناول كمية أقل من الطعام، وذهبت من عندي الدافعية في الحياة ولم تعد يؤثر بي التحفيز.

أخيرا: أرجو الإجابة من شخصكم الكريم، وتفسيرا لتلك الحالة وخصوصا الأفكار اللامنطقية التي تراودني.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moawiyh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أنا تدارست حالتك بكل تفاصيلها، وإن شاء الله الحالة بسيطة جدا.

الذي انتابك من شعور اكتئابي ليس اكتئابا بيولوجيا حقيقيا، هذا نسميه (عدم القدرة على التكيف) ويكون أمرا ظرفيا، يظهر أنك شخص حساس وتأتيك هذه الأفكار غير المنطقية، وهي أفكار وسواسية حقيقة، وهذه قطعا تدخلك في حيرة، وتؤدي إلى العسر المزاجي، وتصبح غير متكيف مع كل الوضع، وهذا يؤدي إلى الحزن، ويؤدي إلى الشعور بالعصبية، ويؤدي إلى الشعور بالضجر.

إذا: الأفكار هي أفكار وسواسية، سخيفة، لا داعي لها، لكنها طبعا تفرض نفسها عليك، والحالة المزاجية عندك هي نوع من العسر المزاجي، لم يصل إن شاء الله لمرحلة اكتئاب نفسي.

كما تفضلت: ينتابك شيء من الانسحاب الاجتماعي، إكثار من النوم، قلة تناول الطعام، هذا كله مرتبط بالحالة المزاجية التي تصيبك حينما تأتيك هذه النوبات الوسواسية أو تكون بعد انحسار النوبة الوسواسية، لأن الإنسان قد يفكر في الوسواس بصورة سلبية، حتى بعد انقضائه.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تحقر هذه الوساوس تماما، هذه أفكار سخيفة، لا تناقشها، لا تحاورها في بداياتها، وهي خاطرة اصرف انتباهك عنها تماما، وفكر في شيء أطيب وفي شيء أجمل، أشغل نفسك دائما وأحسن إدارة وقتك، لأن الفراغ الزمني والفراغ الذهني يؤدي إلى الشعور بالإحباط واستجلاب الوسوسة للإنسان والفكر السخيف الذي لا داعي له.

يجب أن تمارس الرياضة، الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، الرياضة تحسن الدافعية عند الإنسان، ترتقي بالنفس كثيرا، وتجعل الإنسان بالفعل يحس أنه في وضع صحي إيجابي، وذلك من الناحية الجسدية وكذلك من الناحية النفسية.

اعتمد على النوم الليلي المبكر، واستيقظ مبكرا، تؤدي صلاة الفجر ثم تبدأ بدايات صحيحة حول الدراسة، المذاكرة، الذهاب إلى المرفق الدراسي وأنت في حالة من الشعور الإيجابي؛ لأنك قد أنجزت في الصباح أشياء عظيمة – من صلاة للفجر، ومن قراءة الأذكار وبعض صفحات القرآن ومن صلاة الضحى ومن دراسة ومذاكرة -.

التواصل الاجتماعي مع أصدقائك مهم جدا، الصلاة في وقتها، هذه مهمة – أيها الفاضل الكريم – الجلوس مع الأسرة، وأن تكون شخصا إيجابيا داخل أسرتك، هذا أيضا مطلوب.

إذا: تغيير نمط الحياة وجعله أكثر إيجابية، وأن تكون شخصا متفائلا، وألا تترك مجالا للفكر الوسواسي، هذه هي الطرق الأفضل للتخلص مما أنت عليه، والحالة بسيطة، ولا أرى أنك تحتاج لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات