السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لديا مراهقان، البنت 15سنة، والابن 14سنة، في الفترة الأخيرة البنت تحب الاستقلالية، ويوميا بعد المدرسة تعود إلى البيت متأخرة بحجة أنها كانت مع صديقاتها، مرة في السوق ومرة في محل البيتزا، والأكل السريع، وعند وصولها إلى البيت تظهر أسفها، ولكنها تعيدها.
لقد تحدثنا معها، وعاقبناها عدة مرات، ولكنها عنيدة، لا أعرف ما هو الحل معها؟ علما بأنا نقيم في بلد أوروبي، وهذا ما جعل الأمر صعبا أكثر.
أما الابن فهو مدمن على الألعاب الإلكترونية، وسلوكه في المدرسة سيء، طرد مؤقتا من المدرسة لعدة مرات، وعند التحدث إليه يعدنا بأنه سيتغير، ولكنه يعيد نفس الشيء، بعد أن كان في الابتدائي متفوقا، أصبح مزعجا للأساتذة، ومهملا لدروسه.
نصحني أستاذه بزيارة طبيب نفسي، علما بأنه ذكي جدا، وأنا جد قلقة عليهم، أعرف أنهم في فترة المراهقة ولكن الشيء زاد عن حده.
أفيدوني، جزاكم الله كل خير، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: المراهق في ذلك العمر يجب أن ينتقل من مرحلة إيمان التقليد (تعلم الإيمان بالتلقين) إلى مرحلة الاجتهاد (تعلم الإيمان بالإقناع) لصنع دافع إيماني ووزاع ديني قوي يعدل من سلوكياته، وتلك مهمة ليست بالسهلة، تحتاج إلى وعظ وتأمل وطرح سؤالات عليهم وتعديل تصورات مشوهة، إلى أن تصل بهم إلى تلك المرحلة الآمنة.
إن مرحلة الإيمان والاجتهاد أشبه بعملية غرس ضمير داخل الإنسان يضمن المراقبة الذاتية على نفسه.
ثانيا: المراهق في ذلك العمر عبارة عن مجموعة طاقات متفجرة، تحتاج إلى من يضع مسار موجه لها، وإن لم يوضع لها ذلك المسار ثارت في أي اتجاه، فيجب على الوالدين توجيه تلك الطاقات، فالبنت يجب التقرب إليها والتحدث معها، واستثمار طاقتها العاطفية، بينما الابن يجب مصداقته وخروجه بشكل كبير مع والده، وتكليفه بمهام من المنزل، أو عمل تجارة بسيطة له يديرها من المنزل، بحيث تنشغل أوقاتهم وطاقاتهم.
ثالثا: أنتم في بيئة غير مسلمة، في بلد أوروبية، الأمر الذي يتوجب عليكم كوالدين توجيه الأبناء لأقرب بيئة صالحة في المسجد، وتحبيبهم في صحبة المسجد، وإشراكهم في أنشطة تابعة له، بحيث لا ينخرط في عادات وتقاليد المجتمع الغير مسلم، ولا ينجرف من سيل التغريب، فالمراهق في ذلك العمر يتشكل بالبيئة التي حوله.
رابعا: لا تنسي الدعاء لهم بالصلاح والهداية، فإن دعاء الوالدين مستجاب، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن) منها (دعوة الوالد لولده)، فكل ما نبذله في تربية أولادنا هو الأخذ بالأسباب، بينما الهداية من الله.
وبالله التوفيق.