السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أنني أحب شابا تعرفت عليه عن طريق الشات، يقطن بالخارج، وهو كذلك أخبرني بحبه وبرغبته في الزواج بي، وأنه سيحضر لخطبتي عندما يحضر بلدي، فأخبرت أهلي فرحبوا بذلك وقالوا: ليكن خيرا، وعندما أخبرته بأنني أخبرت والدي وافقني ولم يعترض، فاستخرت الله إن كان معه خير أن يشرح صدري، وهذا ما حصل، فأنا أرتاح له كثيرا، وأرجو من الله أن ينير طريقي إلى الخير.
فما رأيكم؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / وداد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، ولكننا نتعجب من سرعة ارتباط الشباب بالفتيات دون معرفة الأحوال ودون رؤية شرعية، ودون علم الأهل، ونحن في زمان تخصص فيه بعض الشباب في اصطياد الفتيات بمعسول الكلام، وبالعواطف الكاذبة والمجاملات الخادعة، وصادف ذلك وجود جفاف عاطفي في البيوت فانساقت بعض الفتيات مع السراب وتكشفت لكثير منهن الحقائق، ولكن بعد فوات الأوان، فعشن في حياة الندامة والخسران وجلبن لأهلهن العار والهوان.
وأرجو أن يقدم هذا الشاب ما يدل على صدق رغبته، ولماذا لا يأتي أهله لطلب يدك من أهلك؟ وفي كل الأحوال فنحن ننصحك بتجميد هذه العلاقة، وإذا كان فيه خير فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، فإن الشات ليس طريقا للتعارف الحقيقي وليس أسلوبا ناجحا في تأسيس حياة زوجية مستقرة؛ لأن بعض الشباب يريد قضاء وقت فهو ينتقل من ضحية إلى أخرى.
فحافظي على وقارك واطلبي منه عمل خطوات عملية تدل على صدقه، وإن وجدت غيره من الصالحين فلا تترددي لأن المراسلات والمكالمات لا تكشف لنا حقائق الرجال، وذلك لأنهم يجاملون ويداهنون، ويسيرون مع الفتاة في الطريق الذي تحبه حتى يحققوا ما يريدون وسرعان ما يهربون.
ومن هنا فلابد من تصحيح الوضع أو قطع العلاقة، وأرجو أن تستغفري الله وتحرصي على طاعته، والزمي طريق المتقين وكوني من عباد الله من المحسنين، (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، [النحل:128].
والله ولي التوفيق والسداد.