السؤال
السلام عليكم
أنا أثق بكم وبعلمكم، وأريد استشارتكم.
عانيت من أفكار سلبية، واكتئاب، وقلق، ونوبات هلع بعد حملي بابني البكر منذ ٦ سنوات تقريبا، ولم أطلب المساعدة للسنة الماضية، أي عانيت ٤ سنوات ونصف، شخص الطبيب معاناتي باضطراب ما بعد الصدمة ووسواس أفكار، بالرغم من عدم وجود أفكار وسواسية تتعلق بتكرار العادات أو الغسل، وصف لي سيبراليكس عيار ١٠، وداومت عليه مدة سنة، وشعرت بتحسن رائع لدرجة أني استغربت حياتي السابقة، ولكن منذ شهرين أتت نوبة هلع قبل الدورة الشهرية، وعادت مرة أخرى في الشهر التالي كذلك قبل الدورة الشهرية.
علما بأني أعاني جدا في الدورة من أعراض نفسية وجسدية، ومن حينها شعرت بعودة الوسواس والأفكار السلبية.
هل أزيد الجرعة إلى٢٠ أم أنتظر فترة أطول؟ ما الذي حدث؟ هل هو تعود على الدواء وإبطال مفعوله أم أن الجرعة السابقة غير كافية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لم يحدث أي تعود على الدواء، فعقار (سبرالكس) والذي يسمى (استالوبرام) ليس من الأدوية التعودية، وليس له الظاهرة التي تسمى بالإطاقة أو التحمل، والتي يقصد بها أن الدواء قد تضعف فعاليته ولا تتحسن إلا من خلال زيادة الجرعة، هذه الظاهرة ليست موجودة في السبرالكس، فأرجو أن تطمئني.
لكن أصلا العشرة مليجرامات هي ليست جرعة علاجية، الجرعة العلاجية هي عشرين مليجراما.
الإنسان قد تنتابه الأعراض وقد تزداد وقد تنخفض وقد تشتد، هذه التقلبات موجودة، النفس ليس فقط لها ظاهر، إنما لها باطن أيضا، فعلى مستوى العقل الباطني ربما تدور بعض الأشياء السلبية والتي تؤدي إلى بعض الانتكاسات البسيطة.
عموما: أرجو أن تطمئني، ارفعي جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجراما، على الأقل استمري عليها كجرعة داعمة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها بعد ذلك إلى عشرة مليجرامات، والتي يمكن أن تستمري عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة. بعد ذلك يمكن أن تجعلي الجرعة خمسة مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أنا أرى أيضا أن ممارسة الرياضة بجدية واستمرارية وانتظام ستساعدك كثيرا، يعرف أن اضطرابات ما قبل الدورة دائما مرتبطة بشيء من العسر المزاجي أيضا والقلق، فالرياضة أيضا مفيدة جدا.
تمارين الاسترخاء أيضا مفيدة جدا، فاحرصي على الرياضة، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، رياضة المشي قد تكون مناسبة جدا.
تمارين الاسترخاء (تمارين الشهيق والزفير) الشهيق بقوة عن طريق الأنف، ثم حبس الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك الزفير، وهو إخراج الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم، هذا يكرر عدة مرات، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها واسترخائها، ودائما التمارين الاسترخائية ليست تمارين جسدية فقط، إنما هي تمارين نفسية، فالتدبر والتأمل والاستغراق العقلي والفكر المتفائل في أثناء ممارسة هذه التمارين له قيمة عظيمة جدا.
توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب، يمكنك الاستعانة بها للتدرب على تمارين الاسترخاء.
طبعا على مستوى التفكير: الوسواس دائما يجب أن يحقر، يجب ألا تخوضي فيه أبدا، لأن الإنسان إذا كان يتجاوب مع الوسواس ويحاول أن يحلله وأن يفصله؛ هذا يجعل الوسواس يتأطر ويشتد ويكون أكثر استحواذا وإلحاحا، لكن الإنسان إذا أوقفه عند بداية الخاطرة يكون أمرا جيدا، ويمكن أيضا أن تستبدلي الفكرة الوسواسية بفكرة إيجابية أخرى.
هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.