كيف أعرف أن زوجي يحبني ويغار علي؟

0 411

السؤال

أنا وابن عمتي قد عقد قراننا، وقد كنت أتمناه قبل أن يتقدم لخطبتي وأدعو الله أن يكون زوجا لي، ولكن بعد عقد القران أحسست أني لا أحبه، وقد اقترب موعد الزواج، ولا أحس بفرحة أي فتاة في مكاني، فماذا أفعل؟ لأنني بالطبع لا أستطيع أن أفسخ العقد، كما أريد أن تدلوني على طريقة أعرف بها هل هو يغار علي أم لا؟

أرجوكم فأنا أبكي كثيرا جدا، علما بأنه يحمل الدبلوم، وأنا أدرس في الجامعة، فهل يعد هذا عائقا؟

ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ عطر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

إنه لا عبرة بالمشاعر العابرة والعواطف المتقلبة خاصة مع عدم وجود أسباب لذلك النفور، كما أن هناك فرق بين أيام الخطوبة بمجاملاتها وزخارفها وبين الحياة الزوجية بمسئولياتها وتبعاتها، مع ملاحظة أن التوتر يزداد مع اقتراب موعد الزواج.

ولا شك أن ابن العمة عزيز، والقريب أفضل من البعيد في اعترافه بفضل زوجته واحترامه لأسرتها التي هي أسرته، ولا يخفى عليك المثل القائل: ( أتزوج ابن عمي وأتغطى بكمي) والشاعر يقول في أبناء العم:

وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه
فهل ينهض البازي بغير جناح

واعلمي أن مشاعر الود والحب الحقيقية تكون بعد إتمام مراسيم العقد الشرعية وإتمام الزواج بالدخول، وبعدها يتحقق الاستقرار النفسي والسكن والأنس، والله تبارك وتعالى يقول: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ))[الروم:21].

ومن دقة التعبير القرآني أنه لم يقل لتسكنوا معها وإنما قال: {إليها}، وقال سبحانه: (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ))[البقرة:187] وحاجة الإنسان للباس لا تخفى فهو وسيلة الستر وفيه حماية للجسد من الحر والبرد، واللباس يتأثر بحالة الجسد.

وليس هناك ضرر لهذا التباين في المستوى العلمي، والعبرة بالصلاح والخوف من الله والقدرة على تحمل مسئوليات الحياة الزوجية وأداء واجباتها قبل المطالبة بالحقوق، كما أن الفرق يسير بين الدبلوم والمؤهل الجامعي .

وسوف يغار عليك ويحبك بطاعتك لله أولا ثم بالحرص على القيام بحقه وصيانة بيته وإظهار مشاعر المودة له، واحمدي الله الذي رزقك بالزواج ولا تشعري زوجك بهذا النفور، واعلمي أن إظهارك للود ولو بالمجاملة يوصلك إلى الود الحقيقي ويسعد الزوج وقد أباح الإسلام لكل من الزوجين أن يقول في الطرف الآخر أجمل الأوصاف وأفخم الكلمات لتنمو شجرة المودة والرحمة.

ولا شك أن الغيرة المحمودة من دلائل المحبة، والمرأة هي التي تدفع زوجها لمحبتها بحسن تبعلها له ورعايتها لحقوقه، والاهتمام بمظهرها وبيتها، واحرصي على معرفة ما يحب وما يكره، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وتفقدي موضع سمعه وبصره فلا يسمعن منك إلا طيبا ولا يبصرن إلا خيرا .

ولا داعي للبكاء والحزن فأنت سعيدة ولله الحمد، فاعرفي نعمة الله عليك لتؤدي شكرها، وتذكري أن كثير من الفتيات حرمن من نعمة الزواج ولسن أقل منك ولكن هكذا يقسم الله الأرزاق فاشكري الوهاب واشغلي نفسك بالخير وتلاوة الكتاب وواظبي على تقوى الله حتى تكوني من أولى الألباب.

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات