طفلي إذا فكر بشخص فإنه يتخيله عارياً.. ما توجيهكم؟

0 22

السؤال

السلام عليكم.

طفلي في الثامنة من العمر، واشتكى لي بأنه حينما يفكر بشخص أو يراه، فإنه يتخيله عاريا بلا ملابس أو كأنه يراه عاريا أمامه، وأنه يحصل معه هذا الأمر كثيرا جدا حتى أن الأمر بدأ يؤرقه ويزعجه، وأنه يتمنى لو يجد حلا لهذه المشكلة، ويحصل له هذا الأمر تقريبا مع جميع الأشخاص المحيطين به، أو يتخيل حيوانات متشكلة على هيئة إنسان عار أيضا.

أرجو منكم توجيهي لحل هذه المشكلة ومعرفة أسبابها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ااااا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله تعالى لهذا الابن العافية والصحة.

طبعا هذا وسواس ولا شك في ذلك، والوساوس ذات الطابع الخيالي موجودة عند الأطفال، لكنها قطعا تكون مكتسبة من البيئة، هذا الطفل ربما اختلج في كيانه وفي وجدانه موضوع التعري، قد يكون شاهد أي مشاهدات فيها نوع من التعري، ولا أقصد بذلك التعري الفاضح، أي نوع من التعري، ومن ثم بدأت هذه الظاهرة تظهر عنده.

هذا الطفل يحتاج لنوع مما نسميه بالاستبصار، وأن نجعله يرتبط بالواقع، أن تشرح له الأمور، نشرح له أن الإنسان أصلا خلق عاريا، ولا شك في ذلك، لكن الله تعالى أمره بأن يستر عورته، وأمر بالستر، وأمرنا بالملابس، وقال: {يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون}، وأمرنا أن نلبس أفضل الملابس، وقال: {يابني آدم خذوا زينتكم}، وبين لنا أن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، وهذا التعري من المنكر، لذا نحن نسعى لأن نكون مستورين، وأن نحتشم في اللباس، وفي الأخلاق عامة، اشرحي للطفل بهذه الكيفية وغير ذلك من الكلام.

وبعد ذلك أيضا وضحي له موضوع العورة عند النساء والعورة عند الرجال، فيما يتعلق باللبس، يعني عورة الرجل من السرة إلى الركبة، ويجب عليه أن يحفظ عورته من أن يراها أحد، وأن عورة المرأة من الرأس إلى الرجل، كل بدنها إلا اليدين والرجلين.

هذه سوف تترسخ في كيان الطفل أن التعري حالة خاصة جدا، تكون في سرية، وتكون في ستر، وكل الذي يراه هذا هو نوع من الخيال وليس أكثر من ذلك، الشيء الطبيعي أن الناس تكون بملابسها وتكون مستورة، والغير طبيعي هو من يتعرى أمام الناس ويخالف أمر الله.

إذا تصحيح المفاهيم على هذه الكيفية سوف يكون أمرا جميلا.

الأمر الثاني هو: أن يتعلم الطفل أن يصرف انتباهه من خلال الاستغراق الذهني، مثلا: حين يقول أنه يأتيه هذا الخيال نعلمه أن يدخل في تفكير آخر، مثلا يتذكر وردة، وكيف أن هذه الوردة الجميلة تتفتح، يتذكر لعبة معينة، يعني بمعنى أن يستبدل الخيال الوسواسي بخيال آخر جميل ومحبب له، هذا نوع من صرف الانتباه عن هذا النوع من الخيال الوسواسي.

طبعا يجب ألا نكثر الكلام حول الموضوع، أيضا التجاهل في بعض الأحيان يساعد الطفل كثيرا، بل نجعله ينغمس في شيء مفيد، أن يلعب لعبته مثلا، أن يمارس أي نوع من الرياضة، أن تقرئي معه قصة جميلة، سورة من القرآن، ... وهكذا.

إذا لا نركز كثيرا حول الموضوع ونقول له: (هذا موضوع سوف يختفي ولا تهتم به)، لأن الطفل إذا دخل في تفاصيل خيالية طبعا هذا يؤدي إلى زيادة هذا النوع من الوسواس.

وبصفة عامة: هذا الطفل يحتاج لاهتمام أكثر، يحتاج لتعزيز السلوكيات الإيجابية، يحتاج أن نتكلم معه حول المستقبل، التعليم: ماذا تريد أن تكون؟ نجعله يحفظ سورا من القرآن، وأجزاء من القرآن، ولك مكافأة على ذلك، كذلك ابتعاده عن أي مشاهدات فيها تعر وفيها سفور، مثل المسلسلات والأفلام وحتى الكرتونيات والفيديوهات والصور، وغير ذلك من الأشياء الموجودة على الإنترنت؛ لأنها تترسخ في ذهن الطفل.

فإذا الأمور التربوية العامة حين ينشغل بها الطفل سوف تقوم بإزاحة هذا النوع من الوساوس إن شاء الله.

في بعض الأحيان نعطي أدوية حتى في هذا العمر، لكن هذا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص في الطب النفسي للأطفال، لكن أنا لا أتصور أن هذا الصغير – حفظه الله – سوف يحتاج لدواء، مجرد هذه التطبيقات بحول الله تعالى تجعل هذا النوع من الصورة الذهنية الوسواسية الخيالية تختفي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات