وسواس فكري غير مصحوب بأي أفعال قهرية

0 27

السؤال

بدأ بوسواس في الدين ثم وسواس جنسي ثم انتهت تلك الوسواس بالتجاهل، واختفى معها إحساس الضيق الشديد، ولكن أشعر بعدها أني لم أعد أعيش اللحظة، وأندمج فيها، وكأني أتفحص عقلي، وأحيانا أشعر أن عقلي لا يريد تصديقي أو التفكير المنطقي المريح والمفرح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعمر قلبك وقلوبنا بالإيمان، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أسعدنا جدا أن الوسواس الذي بدأ معك انتهى بتجاهلك له، ونحب أن نؤكد لك أن الوساوس تصيب الناس الجادين الحرصين على الكمال، وإذا كانت الوساوس في العقيدة فإن الإنسان ينبغي أن يتعوذ بالله من الشيطان، ويردد (آمنت بالله، آمنت بالله، آمنت بالله)، ثم ينتهي ويقطع تواترها، وعليه أن يستبشر أيضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، يعني: كون الشيطان لا يستطيع أن يفعل إلا أن يوسوس، هذا دليل على ضعفه، وكيد الشيطان ضعيف.

استعن بالله تبارك وتعالى، واستمر في تجاهل أي وساوس تأتيك، واعلم أن الشيطان عندما نسد عليه بابا، أو عندما يتجاهل الإنسان الوساوس ولا يعمل بمقتضاها فإنه يتغير ويتحول إلى قضايا أخرى وإلى جوانب أخرى، حتى يزعج هذا الإنسان، ولكن ينبغي للمؤمن أن يكون له بالمرصاد، في أي صورة جاءه، في العقيدة، أو في العبادة، أو مسائل الطهارة، أم في الحياة الخاصة، أم في كذا، فإنه يتقلب للإنسان ويتحول، وهذا هو الذي يفرق بين عمل النفس الأمارة وبين الشيطان، فالشيطان يغير خططه؛ لأن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ولله الحمد {وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}، فالأمر لله من قبل ومن بعد.

أنت على خير، واستمر في هذا التجاهل والتغافل، ولا ترجع إلى الوراء، إذا حاول الشيطان أن يرجعك وتفكر في بعض المواقف التي حصلت فيها بعض الأشياء، فينبغي أيضا أن تعالجه بنفس العلاج: التجاهل، التغافل، الانصراف إلى مواضيع أخرى جادة، وتجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وأشغل نفسك بطاعة الله قبل أن يشغلك الشيطان بغيرها.

نكرر الترحيب بك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعل فكرنا وحياتنا في طاعته، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات