السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة عمري 22 سنة، أنهيت السنة الثانية في تخصص مختبرات طبية، قبل دخولي الجامعة لم يكن هناك تخصص معين في بالي، ولكن كنت أميل لتخصصات الطبية، وقدمت على امتحان القبول في الطب البشري والمختبرات، وتم قبولي في المختبرات، فرحت وحزنت في نفس الوقت؛ لأني لم أقبل في الطب، ودرست السنة الأولى في المختبرات، وتفوقت، ولكن قدمت طلب تحويل إلى كلية الطب، وتفاجئت بإلغاء طلبات التحويل هذه السنة، فدرست السنة الثانية مختبرات بمعدل عال، ولا زالت فكرة الطب تراودني، وقدمت طلب تحويل، وإلى الآن لا يوجد خبر هل قبلوه أم لا.
المشكلة أن تفكيري في الطب يفسد متعتي في تخصص المختبرات، فالمختبرات تخصص نادر في بلادي وفرص الوظيفة مضمونة، لكن أفكر بأن الطب له مستقبل أفضل، وأحلم بلقب دكتورة، تعبت من التفكير المفرط، توجد جامعة جديدة فيها تخصص الطب، ونسبة قبولي فيها كبيرة إذا قدمت، ولكن لن يتم احتساب السنتين التي درستها في المختبرات، وإذا درست الطب سأنهيه تقريبا في عمر 30 سنة، وخصوصا أني أغترب أيام الجامعة لأنها بعيدها عن بلادي.
لا أعرف هل أقدم على هذه الجامعة أم لا؟ أتمنى أن أستمر في تخصصي، ولكن حينما أرى طالبات الطب أتمنى لو كنت مكانهن، وفي نفس الوقت أحب دراسة المختبرات، لكن الناس لا تعلم دور أخصائي المختبر، ويقولون أن عملنا هو تحليل بول وبراز، وينصحوني بتغيير تخصصي، وفي نفس الوقت أخاف أن أحول إلى الطب وأندم، انحصرت في دوامة تفكير لا أستطيع أن أختار، أخاف من المستقبل، أريد أن أصبح طبيبة، وفي نفس الوقت أريد أن أكمل تخصصي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيز: إن اختيار التخصص يرتبط بعدة عوامل، فكثيرة هي أحلامنا وآمالنا ولكن هل هذه الأحلام تتطابق مع ما نمتلكه من قدرات أكاديمية وعقلية؟ لذا ننصحك بما يلي:
- اعملي على تقييم قدراتك، حددي القدرات الإيجابية والسلبية التي تمتلكينها، فالإبداع بتخصص المختبرات ليس بالضرورة أن يكون بالمثل في تخصص الطب.
- قبل التفكير بالتحويل إلى كلية الطب، قومي بزيارة كلية الطب، والتقي ببعض الطالبات، وتحدثي إليهم عن طبيعة القبول في الكلية ومتطلباته، وطبيعة المواد الدراسية، استمعي لكلامهم عن تجاربهم في السنة الدراسية الأولى، فهذا يزودك بأفكار مبدئية لا بأس بها، والتقي بخريجي كلية الطب واستمعي لتجاربهم ومعاناتهم بعد التخرج، وبعد جمع المعلومات عن إيجابيات وسلبيات كلا التخصصين - المختبرات والطب- يمكنك الآن اتخاذ قرار مبني على قناعة تامة.
- نوصيك بصلاة الاستخارة فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: أن يصلي الشخص ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه .. من دراسة أو سفر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. رواه الإمام البخاري
والله الموفق.