السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهمني أمر واستصعب علي نوعا ما، وأود أن تعينوني وتوجهوني.
فتاة كنت قد وعدتها بالزواج ريثما يسمح لي وضعي المادي بذلك، وكان هذا قبل أربع سنوات، انتظرتني كل هذه المدة، وإلى كتابة هذه الأسطر لم يتغير شيء في أوضاعي المعيشية، رغم أني لست جاهزا، ولكني أود التقدم لخطبتها في أقرب الآجال الممكنة، ونويت القيام بهذه الخطوة منذ مدة ولكن خوفي من ردة فعل أهلها، على كوني بدون وظيفة إلى الآن (أنا خريج جامع وحاصل على الشهادات)، يحول بيني وبين هذا الأمر، فهل الأمر بهذه الدرجة من الصعوبة، أم ماذا؟
أريد منكم توجيها ونصحا لي لما علي فعله الآن، فأنا في حيرة من أمري؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ نصر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يفتح لك أبوابه.
شعورك بالحرج لما قطعته من وعد لهذه الفتاة يدل على حسن في أخلاقك، ولكن نصيحتنا لك أن تتوجه نحو البحث عن أسباب الرزق، وأن تصرف ذهنك عن التفكير في الزواج في هذه المرحلة، لأن الزواج تترتب عليه تبعات، فأنت تحتاج إلى أن تنفق على نفسك وعلى زوجتك في المسكن ونحوه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج))، ومن هذه الباءة القدرة على الإنفاق، ثم قال: ((ومن لم يستطع فعليه بالصوم))، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}، وهذه إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيغني من يسعى ليعفن نفسه بالحلال.
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث: ((ثلاثة حق على الله عونهم)) ومنهم ((الناكح الذي يريد العفاف)).
فنصيحتنا لك أن تبذل وسعك في البحث عن أسباب الرزق، ألا تتأخر عن أي عمل يتلاءم معك ويليق بك لتعمل به ولو كان مردوده قليلا، فسيبارك الله تعالى فيه.
وهذه الفتاة بإمكانك أن تضعها أمام الأمر الواقع وتخبر بعض محارمك ليخبروها بظروفك، وأنك لا تستطيع الزواج الآن، وأنها في حل من أمرها، فإذا صبرت عليك حتى تتيسر أمورك فذلك، وإن لم تصبر ويسر الله تعالى لها من يتزوجها فذلك هو الخير، فكن على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى يقدر لك ولها الخير وإن كان على خلاف ما ترغبان به.
فنصيحتنا لك أن تكثر من ذكر الله تعالى ومن الاستغفار، وأن تستعين بمن تقدر على الاستعانة بهم من المخلوقين في البحث عن العمل النافع لك، وسيجعل الله تعالى لك فرجا ومخرجا، وتتيسر أمورك، وحينها تنظر في شأن الزواج.
نسأل الله تعالى لك التيسير.