السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من نصائح وحلول للناس في هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا إنسانة ملتزمة بدين الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، تزوجت برجل وأنا في عمر السابعة عشرة، لكن وقعت بعض المشاكل من زوجته الثانية فطلبت الطلاق.
بعدها جئت إلى بيت أهلي، وبدأت أطلب العلم أكثر لأنني كنت مقصرة في العبادة كثيرا، مرت ست سنوات، والآن تقدم لي شخص ظاهره طيب ويخاف الله، مع أن لديه بعض المخالفات، جاء لبيتنا بنية الزواج والنظرة الشرعية، وقال لأهلي بأنه سيأخذني معه إلى كندا؛ لأنه يريد أن ينشئ عملا هناك في تجارة المفروشات.
كنت متحمسة في الأول، لكن بعد مدة قال لي: إذا ذهبنا إلى كندا انزعي النقاب، لكنني فوجئت، وبدأت أفكر كثيرا في أمي وأبي، وخصوصا أن أبي مريض جدا، وأمي تقوم برعايته، ولا تتركه خوفا من أن يقع، أو يخرج من البيت؛ لأن لديه حالة زهايمر وسكري.
أصبحت أعيد النظر في موضوع الزواج؛ لأنني أتكفل بالخروج وشراء الأغراض للبيت ودفع الفواتير، لأن أمي أصبحت تتعب كثيرا هذه الفترة، ولا تنام بسبب أبي، وأحزن لرؤيتها وهي تعاني، فأخاف أن أتزوج وأتركهما فيحصل شيء لهما، وهما أغلى شيء عندي، ويمكن أن أستغنى عن الزواج في سبيل رعايتهما وطلب رضاهما، مخلصة في ذلك لوجه الله وحده لا شريك له.
فأتمنى أن ترشدني يا دكتور بحلول بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ولقد سررنا وسعدنا كثيرا حينما قرأنا ما سطرته يداك من البر بوالديك والحرص عليهما والرحمة بهما، وتقديم رعايتهما على رغبتك في الزواج، ونحن نثق بالله تعالى ونحسن به الظن أنه لن يضيع عملك هذا، وأنه سيقدر لك الخير ويتولى أمرك، فإنه -سبحانه وتعالى- يقول: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، والجزاء من جنس العمل.
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء، وأن يكتب لك السعادة في دنياك وآخرتك، وما تعيشينه من أحوال وحرص على الوالدين، وتقديم برهما وطاعتهما على حظوظ نفسك، هو ثمرات ما هداك الله تعالى له من الالتزام وطلب العلم، ونرجو الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا وتوفيقا.
والذي فهمناه من استشارتك -ابنتنا الكريمة- أنك الوحيدة لأبويك، فإذا كان الأمر كذلك ولم يكن لوالديك من يقوم برعايتهما وقضاء حاجاتهما، فإن رأينا من رأيك، وهو أن تقدمي البقاء مع والديك على الزواج، وسيخلف الله تعالى عليك بخير من هذا الزوج، فإن خزائن السموات والأرض بيد الله، وهو سبحانه قادر على أن يرسل لك ويبعث لك زوجا يرضيك وتحققين معه ما تتمنينه من البر بوالديك والإحسان إليهما، وجزاء الآخرة أعظم وأوفر من مشتهيات الدنيا ومتطلباتها، الله تعالى يقول: {وللآخرة خير لك من الأولى}، ويقول: {والآخرة خير وأبقى}.
كما أن هذا الزوج يبدو منه أيضا أنه سيحملك على ترك بعض ما قد تمسكت به من دينك، وأوله نزع النقاب، فهذا مما يزهد أيضا في هذا الزوج. فثقي بالله وأحسني به الظن، وأكثري من دعائه، وتحري أوقات الإجابة كالدعاء وقت السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المكتوبات والنوافل، واسأليه -سبحانه وتعالى- أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقدرين معه على القيام بحق والديك.
نسأل الله تعالى أن يحقق لك من الخير ما تتمنينه.