السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 22 سنة من مصر، أعاني منذ طفولتي من وسواس قهري حاد ولم أخبر أحدا، وأعلم أنني مريض وسواسي، وأن كل الأفعال الوسواسية خطأ، ولكنه اشتد عندما انتلقت إلى العيش في مكان آخر على غير رغبتي، وحصلت مشادة بينى وبين أحد الأشخاص، وكان يريد أن يسرق هاتفي لبيعه، وتوالت أحداثي إلى أن ادعى علي بالكذب، وتعلمت بعدها كيف أختار أصدقائي جيدا.
بعد 3 شهور جاءتني فكرة خبيثة هي: أن الشخص سرق ملفات وصور شخصية من الهاتف، ولكنني استحقرت الفكرة لأنني لا أترك صورا شخصية بالهاتف، بعد 3 شهور عادت لي الفكرة مرة أخرى باسترجاع صور محذوفة في أحد المواقف، لأن حياتي مليئة بالفراغ، وعندها سألت عن البرامج، وبحثت في كل مكان فوجدت الأمر صعبا، ولا يمكن أن يحدث.
كلما تأتيني الفكرة أحاورها وأشعر بالخوف، ولا أستطيع النوم ولا الصلاة، ومزاجي متعكر، وكل يوم مع تفكيرى بها تزيد.
أنا ملتزم -الحمد لله- وشغوف بالعمل، حتى أنني ذهبت لأحد الأشخاص الذين حضروا الواقعة لأفهم من كلامه واطمأننت، ولكن بعدها جاءتني الأفكار بأنه يكذب وأنه يخدعني، مثلما خدعني ذلك الشخص وكذب علي لأجل المال.
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يشغلنا بطاعته، وأن يبعد عنا وساوس الشيطان، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن القناعات الأصلية التي توصلت إليها بعد البحث والتقصي هي الأمر الذي ينبغي أن تثبت عليه، وما عداه فهو من شيطان لا يريد لنا الخير، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بما قدر مالك الأكوان، ولا حل أمام هذه الوساوس إلا بإهمالها والتغافل عنها، وتعوذ بالله من سوء الظن فإنه يتعب صاحبه ويحمله على التجسس ويحمله على الضيق، ويحمله على أمور لا ترضي الله -تبارك وتعالى-.
وأعتقد أن الشخص الذي خاصمك في البداية قد طوى صفحات، وهو نائم غافل لاه عنك، والشيطان يريد أن تكون أنت مشغولا به، فتعوذ بالله من الشيطان وشره، واعلم أن وجودك مع أصدقاء صالحين وحرصك على أن يكون البرنامج عامرا بالطاعات، وعامرا بالأشياء المفيدة والمهارات النافعة؛ فإنك بذلك تبتعد عن الشيطان، فالشيطان بوساوسه لا يجد الفرصة إلا مع الإنسان الواحد، الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يسافر الإنسان وحده، وأن يبيت وحده، والإنسان ما ينبغي أن يجلس وحده إلا إذا كان الكتاب، كتاب الله جليسا له، إلا إذا كان يشتغل بالطاعات، إلا إذا كان يفكر في أمور فيها رضا لرب الأرض والسموات.
وما ينبغي أن تذهب إلى الفراش أيضا إلا إذا جاءك النوم، ولا تمكث بعد أن تنهض وتستيقظ من نومك، وأشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيرها، وما ذكره لك الإخوة من كون استرجاع الصور مستحيل، وأنت تقتنع بذلك، وأن الفكرة في حد ذاتها أنت لم تكن تضع صورا أصلا، ومن ذهبت إليهم؛ كلهم يمشي معك في هذا الاتجاه.
فتعوذ بالله من شر هذه الوساوس التي لا تستحق سوى الإهمال، وأنت طبيب نفسك، ولذلك أرجو أن تهتم بالتغافل وبالتجاهل لكل هذه الوساوس، ولا مانع من أن تعرض نفسك على طبيب نفسي متخصص، ونتمنى ألا يستعجل معك في أمر الدواء، أمرك يحتاج إلى إقناع وثبات على القناعات التي عندك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والثبات.