أسرتي تفرض علي العديد من القيود، فكيف أتعامل معها؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 عاما، أتعرض لقيود شديدة من أسرتي، ورقابة كأنني طفل في العاشرة من عمره، لدرجة لا أطيقها على الإطلاق، يتحكمون بوقت النوم ووقت الاستيقاظ، ووقت الذهاب إلى الحلاق، ويمنعونني من حلق شاربي، رغم أن شكله قبيح لأنه غير مكتمل النمو، يعترضون على الوقت الذي أتواصل فيه مع الزبائن، والوقت الذي أذهب فيه لعملي (وقت العمل حر)، وهكذا.

لدي طاقة وحماس الشباب وهم يكتمونها حتى انعدم الحماس، وصرت كرجل تعدى الخمسين من عمره، لا يريد إلا حياة هادئة فقط، كل ما سبق لا يتعدى 12% مما يحدث معي.

قررت أن أتقدم لحيازة رخصة قيادة فرفضوا بشكل قطعي، رغم تحملي جميع التكاليف، ولا أرغب في الرخصة لألهو بها، أو لأفعل ما يغضب الله، أريدها لأنني أحتاجها في عملي، ولأنها ستنقلني نقلة نوعية مهنية، فلو أخذت رخصة القيادة بالسر دون علمهم، فهل يعتبر عقوقا لهم؟

هم يعقدون الأمور لدرجة أنني تنازلت عن رخصة القيادة، وطلبت دراجة هوائية كوسيلة نقل بديلة منذ أكثر من شهرين، في البداية رفضوا والآن بعد إصراري الشديد يفكرون في الأمر أيقبلون أم لا؟!

السؤال: لو فعلت ما أريد دون علمهم هل هذا عقوق؟ علما بأن كل ما أرغبه مشروع، ولا ضير فيه من وجهة نظر الإسلام والمجتمع.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نضال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- لا شك أن الوالدين لديهما حرص على حسن تربية وسلامة ولدهما، فيشكران على ذلك، وأرجو أن تدرك أن كثيرا مما تعده قيودا وضغوطا اجتماعية أنه في مصلحتك، فينبغي أن تتقبل ذلك بصدر رحب، مع التحمل فيما تظن أنه تدخل أو فيه تضييق عليك؛ لأن طاعة الوالدين واجبة شرعا، ولك أجر عظيم، لأنك تجمع بين البر بهما والصبر.

- وما ذكرت من أمثلة يظهر من خلال كلامك أن الصواب معك، وحتى تقنع الوالدين بوجهة نظرك ينبغي أن تجري معهما حوارا هادئا مقنعا، واجعل من قرباتك من يعينك في إقناعهم، وأكثر من الدعاء بأن ييسر الله أمرك.

- ما تقدر على أن تفعله مما هو مباح شرعا دون علم الوالدين، وأنت تدرك أنه لن يحصل عليك ضرر من قبلهما، ويمكن تطلب رضاهم فيما بعد مثل ما ذكرت عن استخراج رخصة القيادة، فأنا لا أرى أي حرج شرعي في فعل هذا، بل أن هذا فيه مصلحة لك، ولكن قبل هذا أرجو منك أن تحاول إقناع الوالدين، وتبين لهما جدوى هذا الأمر وما فيه من الخير ، وكرر المحاولات حتى يقتنعا.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات