السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 22 سنة، في مسار دراستي لم يكن لدي هدف معين أسعى لبلوغه، وعندما تخرجت حديثا في الجامعة بشهادة ماجستير في المحاسبة حاولت أن أرسم لنفسي خطة أو هدفا أسعى إليه، ولكنني لم أقدر، وكنت أدرس فقط لطلب العلم لا غير، لم أفكر في العمل، ولا رغبة لي فيه، ولا أرى المستقبل إلا حياة زوجية من بيت وزوج، ولا أفكر في أي مشروع، وهذا الوضع يرعبني، فهل هذا الأمر طبيعي؟ أن لا يكون للمرأة هدف أو مشروع سوى أن تكون ربة بيت تعتني بأسرتها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Narimane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك.
- سعدت بك، وأحيي فيك هذا الطموح والرغبة في الزواج والحرص على تكوين أسرة، وإعطائها كل الوقت والاهتمام والرعاية، وهذا يبشر بمستقبل باهر ومشرق لفتاة عفيفة مسلمة طيبة الخلق.
- الزواج بحد ذاته هدف ذو قيمة، ويستمر إلى آخر الحياة، ويتحقق من خلاله إرضاء الغريزة، وفي نفس الوقت بقاء النسل، كما يؤمن السكينة والهدوء النفسي، والفتاة معدة بالفطرة النفسية وبالتكوين الفسيولوجي لجسدها لرسالة الزوجية والأمومة، ومما لا ريب فيه أنه يمكن للمرأة أن تكون ربة بيت ناجحة من خلال تحفيز الذات بالاقتناع بقدراتها وبدورها في الحياة ببناء أسرة مسلمة مميزة سليمة، وهذا ما تقومين به -بارك الله بك، وأكثر من أمثالك في هذا الزمان العصيب-، وما لم تكن هناك حاجة إلى عمل المرأة، فقرارها في بيتها خير لها وهو الأصل.
- واعلمي -عزيزتي- إن وجود المرأة في بيتها كربة منزل يحتاج منها الكثير من التخصصات في كيفية إدراة ما يحتاجه المنزل والأبناء والزوج، لذلك علينا أن ننظر إلى ربة المنزل نظرة عز وفخر وتقدير واحترام، ولكن -للأسف الشديد- هناك من يستصغر ولا يقدر دور المرأة داخل مملكتها.
- لهذا كله أنصحك أن تحمدي الله على ما أنعم عليك من خلق وفكر وبصيرة، ويمكنك أن تشغلي نفسك في كيفية التأهيل إلى الحياة الزوجية من الناحية النفسية والشرعية، والصحية والاجتماعية؛ لتدخلي إلى القفص الذهبي وأنت ملكة ومتمكنة من الحياة الزوجية، وكيف ذلك؟ تابعي معي هذه النصائح المفيدة، متمنية منك الأخذ والعمل بها؛ لتكوني زوجة مميزة وناجحة وقوية، وتذكري ما قاله لنا رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وسلم- في حديثه: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، وإليك النصائح:-
1- المشاركة في دورة لتأهيل المقبلين على الزواج؛ فهذه الدورة تجعل منك فتاة مثقفة وواعية، وتزودك بالمفاهيم المهمة عن ثقافة الزواج؛ لتؤسسي بيتا زوجيا ناجحا وفقا للمعايير النفسية والشرعية والاجتماعية.
2- ثقفي نفسك وطوريها وأشغليها في أوقات فراغك، فأنت في عمر تحتاجين إلى معرفة الكثير عن الحقوق والواجبات كابنة وزوجة في المستقبل القريب -بإذن الله-، وعن كيفية التعامل مع المشاكل، فكل هذه الأمور تجعل منك فتاة مسلمة قوية ومتميزة، فالعلم نور الحياة، وحافظي على هذا القلب الرقيق المحب للخير وعلقيه بحب الله عز وجل.
3- اهتمي بصحتك وبلياقتك البدنية، وإذا كان لديك وزن زائد؛ اتبعي حمية غذائية صحية، ومارسي أي نوع من أنواع الرياضة التي تناسب ظروفك العائلية.
4- اقرئي الكتب التي تغني فكرك ووعيك بالمعلومات القيمة، والتي تساعدك على معرفة الذات؛ لتعززي ثقتك بنفسك؛ فكلما زادت معرفتك؛ كلما زادت ثقتك بنفسك.
5- الرضى عن نفسك يحسن من معاملتك مع الآخرين، وتستمتعين أكثر بحياتك، وتذكري أن الرضى يساعدك في تقوية شخصيتك، ورفع منسوب الثقة في النفس التي تعتبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
6- كوني صاحبة التفكير الإيجابي، وخططي لبناء بيت مسلم يحتذى به، وركزي على ما حباك الله من أمور مميزة في شخصيتك، وتمتعي واستمتعي في هذه الأيام؛ لأنها سوف تبقى من الذكريات الجميلة التي سوف تشتاقين إليها، وكل ما عليك هو معرفة قدر نفسك والإيمان بها؛ لتعطيك ثمرات كثيرة تعينك على الحياة الناجحة.
7- انظري إلى الحياة بأمل وإيجابية، فالتفكير الإيجابي المتفائل قادر على تجديد الدماغ نفسه، ولذلك يقول علماء الدماغ إن التفكير الإيجابي والنظرة المتفائلة والأحاسيس الإيجابية، والتواصل المنفتح مع شبكة من الأصدقاء والمعارف والأقرباء، تملك القدرة على تجديد الدماغ في ماض ليس بعيد بنظر العلم.
يقول الشاعر:
إذا سمـاؤك يوما تـحـجبت بالغـيوم
أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم
نجوم والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج
أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج.
أسأل الله الكريم الرحمن أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يثبتك على الطاعة والإيمان، ويرزقك بالزوج الصالح الذي يقدرك.