أعاني من وسواس الرياء في كل شيء، فماذا أفعل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أعاني من وسواس الرياء في كل شيء، فمثلا لما كان جدي مريضا كنت أبحث عن الوقت الذي لا تكون عماتي عنده حتى أذهب لرؤيته، وذلك بسبب أن شخصا قال لي: من العيب إن لم تزوري جدك فماذا ستقول عماتك؟

من هنا دخلت الوساوس، كنت أشعر في أول الأمر أني سأزوره لله، ثم في الجنازة كان واجب علي أن أذهب، فشعرت أني ذهبت بسبب الناس، وهذا كله راجع إلى ما قيل لي، حتى أصبحت أوسوس أو يصيبني الوسواس إذا كان هناك فرح في العائلة، وتأتيني أفكار بأن لا تكلميهم حتى بعد شهر أو أسبوع حتى لا أكون مرائية، فأضع نفسي في موقف محرج، أو مثلا عندما سيأتيني ضيوف في المستقبل فهل أكرمهم ليقولوا كريمة؟

أشعر في تعاملي مع الناس دائما بالرياء، حتى إذا أردت أن أبر بأمي أترك ذلك مرات، وإذا أطعتها أشعر بعدم قبول عملي، وبأنني أفعل ذلك حتى تقول عني ابنة بارة.

حتى المقاطع الدينية أمتنع عن نشرها حتى لا يقولوا مرائية، كما أن لدي وساوس كثيرة فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يعافيك من كل مكروه، وأن يصرف عنك هذه الوساوس، والوساوس داء خطير وشر مستطير، إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه حياته، وأوقعته في أنواع من الحرج والمضايق، وأنت تجدين هذا الآن بسبب استرسالك مع هذه الوساوس وقبولك لها، فأصبحت تعانين هذه المشقة، وإن لم تكوني جادة وتأخذي نفسك بالعزيمة للتخلص من هذه الوساوس فإنها ستجرك إلى مضايق أشد وحرج أكبر.

ولهذا نصيحتنا لك أن تكوني جادة في التخلص منها باتباع ما سندلك عليه من الوسائل للتخلص منها، واعلمي – أيتها الكريمة – تمام العلم، وكوني على ثقة تامة من أن هذه الوساوس مصدرها الشيطان يريد أن يثبطك عن الخير وعما ينفعك، فلم يجد وسيلة ليقطعك عن ذلك إلا بهذا النوع من الوساوس، وإذا علمت هذا علمت أن رضا الله سبحانه وتعالى عنك يتحقق إذا خالفت هذه الوساوس، وليس كما تظنين أو كما تمليه عليك هذه الوسوسة من أنك إذا فعلت ما تأمرك به الوساوس أنك ابتعدت عن الرياء، الأمر بخلاف ذلك تماما، وقد قال بعض السلف: (العمل من أجل الناس شرك، وترك العمل من أجل الناس رياء).

فما تفعلينه من تركك للعمل خشية من الناس هو الرياء بعينه.
فنصيحتنا لك تتلخص في الآتي:
أولا: يجب عليك الانتهاء عن الاسترسال مع هذه الوساوس، لا تستجيبي لها، ولا تعملي بمقتضاها، فإذا دعاك الوسواس إلى ترك شيء خوف الرياء لا تستجيبي له، وافعلي ما ينبغي أن تفعليه، متجاهلة هذا الوسواس. فهذا أول الطريق، وهو العلاج الوحيد لهذه الوساوس والنجاة منها.

وما يعينك على ذلك هو أن تعلمي ما قلناه سابقا من أنك لو تركت العمل خشية الناس فإنك وقعت في الرياء، فافعلي ما ينبغي أن تفعليه، وتصرفي تصرفاتك العادية، افعلي الطاعة في وقتها، وفي محلها، ولا تتركيها من أجل هذه الوسوسة، تواصلي مع من شئت التواصل معهم من أرحامك وأقاربك في الوقت المناسب، وافعلي ذلك بطريقة عادية، وعيشي حياتك بطريقة عادية، متجاهلة هذه الوساوس. فهذا هو النجاة منها.

واستعيذي بالله – وهذه هي النصيحة الثانية – استعيذي بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم إذا هجمت عليك هذه الوسوسة، وستجدين الله تعالى يحميك منها ويصرفها عنك.

والرياء دلنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على علاجه بأن نقول في الصباح والمساء: ((اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)).

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويصرف عنك كل شر.

مواد ذات صلة

الاستشارات