أعاني من الخوف من المستقبل ومن تضخيم الأمور، فما العلاج؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

اسمي خالد، أعمل مدير تسويق، كنت أعاني منذ 6 سنوات من الخوف من المستقبل والتفكير كثيرا في المستقبل وخائف جدا منه، ولكن قمت بزيارة الطبيب وأخذت الدواء وأصبحت بخير، وفي نهاية عام 2019، أي منذ سنة تقريبا جاءت لي فكرة في عقلي أنني لا يجب أن أنام وحدي في المنزل خوفا من الجن، وأظل أفكر في هذه الفكرة طوال اليوم، وأنا أعمل أو مع أصدقائي أو مع الأهل أفكر كثيرا في هذه الفكرة، وأصبحت لا تخلو من تفكيري.

وفي بعض الأحيان أي مشاكل تحدث في العمل أو مع الناس أظل أفكر فيها وأعطيها أكبر من حجمها، وأعلم جيدا أنها مواقف وانتهت، لكن أفكر فيها وتذهب من ذهني بعد يومين أو ثلاثة، لكن فكرة أنني أفكر في الخوف دائما أنني لا أنام بمفردي بالمنزل ظلت في عقلي دائما، وعند الذهاب إلى المنزل لكي أنام أتحدث مع نفسي وأقول لا يجب أن أذهب وأنام بمفردي، أنا خائف من الجن أو شيء ما لا أعلم ما هو، بالرغم من ذلك أذهب وأنام، ولكن أيضا أفكر في الفكرة كثيرا، ودائما أخاف من أي موقف يحدث لي، وأشعر بحزن ومزاج سيء في أول اليوم، ولكن بالمساء أكون أقل حزنا ومزاجي مقبول لكن ليس جيدا.

تكلمت مع دكتور العائلة وأعطاني (سيبرالكس 10) منذ 4 أسابيع لكن لا يوجد تحسن، وأريد أن أوقف هذا الدواء، هل أوقف هذا الدواء أو أستمر عليه أو الذهاب لدكتور نفسي متخصص؟ مع العلم أنني أعرف جيدا عمل تمارين الاسترخاء، واليوجا، والتنفس زفيرا وشهيقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khalid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حسب ما ورد في رسالتك أنك تعاني من درجة بسيطة من قلق المخاوف وشيء من القلق التوقعي حول المستقبل، وقد ظللت في حالة جيدة بعد العلاج، لكن هذه الأفكار أصبحت تراودك من وقت لآخر، والفكرة الجوهرية هي الخوف من النوم لوحدك خوفا من الجن أو خوفا من شيء لا تعلمه.

أخي الفاضل الكريم: المخاوف طاقات نفسية حين تكون بدرجة معقولة نعتبرها أمرا صحيا ومهما، لأن الذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يوسوس لا ينضبط، كلها طاقات نفسية جيدة، لكن طبعا الفكر النفسي حين يكون فكرا محتقنا، وقد أصبح مشوها وملحا وخاطئا؛ هنا تحدث الأعراض النفسية غير المقبولة، وهذا الذي حدث لك أخي الكريم.

طبعا أصلا الإنسان يجب ألا ينام وحده، هذا مبدأ وتعليم نبوي حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم ((نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده)) [مسند الإمام أحمد]، لكن إن اضطر الإنسان أن ينام وحده فيجب على الإنسان أن يستذكر أنه في معية الله، وتذكر أذكارك – أذكار النوم، أذكار اليقظة، أذكار الصباح والمساء – فهي حافظة، وتبعث في الإنسان طمأنينة كبيرة جدا.

فحقر فكرة الخوف هذه، والحمد لله تعالى أنت لديك كثير من الإيجابيات، لديك العمل الجيد، أحسب أنك أيضا تجيد التواصل الأسري، وأحسب أنك محافظ على الصلاة في وقتها، كما أنك تجيد التمارين الاسترخائية واليوجا، هذا كله طيب وكله جيد، وكله يساعد على التأهيل النفسي الإيجابي، فاحرص على هذه البرامج، وزد عليها التواصل الاجتماعي، مهم جدا، لا تتخلف عن واجب اجتماعي، وعلى مستوى الأسرة أيضا كن شخصا إيجابيا وفاعلا ومفيدا لنفسك ولغيرك.

وتجنب السهر، احرص على النوم الليلي المبكر، مفيد جدا، التركيز الغذائي السليم أيضا أمر جيد.

وبالنسبة للدواء: السبرالكس والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام) دواء رائع جدا، لأن مستوى السلامة فيه عال جدا، فهو لا يؤدي إلى إدمان، ولا يؤدي إلى تعود، كما أنه متميز في علاج قلق المخاوف بصفة خاصة.

الفعل الدوائي أو الأثر الدوائي الإيجابي قد يحتاج لوقت في بعض الأحيان يصل إلى ثمانية أسابيع أو أكثر من هذا. فاستمر على السبرالكس، لكن ارفع الجرعة، اجعلها عشرين مليجراما يوميا كجرعة علاجية تدعيمية، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك انتقل للجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام يوميا، يمكن أن تظل عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا داعي لأن تغير السبرالكس، لأنه بالفعل دواء نقي وطيب وفاعل، وأسأل الله أن ينفعك به.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات