زوجتي جعلت حياتي خرابا، فماذا أفعل؟

0 32

السؤال

السلام عليكم..

تزوجت منذ تسعة أشهر بعد خطبة استمرت سنتين، وكانت خطبتي عبر الهاتف، لأني مغترب، فلم أشاهدها إلا قبل الزواج بفترة قليلة.

زوجتي حافظة للقرآن، مجازة بالسند المتصل، مشكلتي مع زوجتي بدأت من أول يوم شاهدتها فيه، كانت قليلة الجمال، لكني قلت لنفسي سأقبلها لحفظها كتاب الله وصلاح دينها.

بعد الزواج بأيام قليلة بدأت المشاكل، حيث أنها نكدية جدا، حاقدة على كل شيء حتى أهلها، تكره أمي وأختي والجميع، وتظن نفسها أميرة الأميرات، محتقرة لكل النعم، ولكل شيء قدمته لها.

سفيهة، وغير نظيفة الجسد، ومهملة في بيتها، ومتقلبة المزاج، وغير مهتمة ببيتها وزوجها، وكأني خادم لها، وكأنها جاءت للحكم وليست للزواج.

تعرف مشاكلها، وتريد أن تتغير، لكني كرهتها لأنها سفيهة وبليدة وعقلها صغير، تأكل بنهم في بعض الأحيان وبدون حياء، علاقتي الخاصة معها باردة؛ لأني قرفت من قلة نظافتها الجسدية، ولم تعد لي رغبة فيها.

نصحتها كثيرا، وأخبرت أهلها، وعاملتها بطيبة ولين، لكن ذلك جعلها تزداد غرورا.

عرضت حالتها على طبيب، وقال بأنها تعاني اضطراب ثنائي القطب، لكن لم تأخذ علاجا لانها حملت من الأيام الأولى للزواج.

انتقلت بعدها إلى القسوة وضربتها بضع مرات لكني تركت ذلك، وهجرتها، تحسن حالها بنسبة 20بالمئة تقريبا، لكنها تعود عند أقل شيء، وتعاد الكرة مرة ثانية.

مع العلم أني تعرضت للفتن كثيرا، لكني كنت أصبر وأمني النفس بزوجتي القادمة، وأقول هي ستعوضني عن كل شيء، لكن حياتي معها جحيم.

مع العلم أن أمها المسيطرة في البيت، ولديهم مشاكل كثيرة مع أقاربهم، وأبوها يشبهها كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح هذه الزوجة، وأن يحقق لك معها السعادة والآمال.

لا شك أن السلبيات المذكورة كثيرة، ولكن ينبغي إذا تذكرنا السلبيات أن نضع إلى جوارها الإيجابيات، وأولها وأهمها حفظها لكتاب الله تبارك وتعالى، رغم أننا نريد لمن تحفظ كتاب الله أن تتمثل هذا الكتاب المجيد الذي هو دعوة لكل خير، بل أهل القرآن ينبغي أن يكون أحسن الناس، سواء كانوا من الأزواج والزوجات، كزيد بن ثابت خادم القرآن، الصحابي الجليل – رضي الله تعالى عنه – كان ألطف الناس بأهله تأثرا بهذا القرآن، رضي الله عنه وأرضاه.

ونحب أن نذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر))، وأرجو أن تصبر عليها بعد أن صنف الطبيب هذا المرض، وتحاول أن تعرف كيفية التعامل مع المريض بهذا المرض، ثم تسعى في الإصلاح، وتعطي لنفسك فرصة، ونتمنى ألا يكون هنالك توتر في هذه الفترة التي يوجد فيها جنين في بطنها، لأن الجنين يتأثر سلبا وبشدة بتوترها وبهذا الإشكال الذي يحدث.

أسعدنا أنها تتحسن بنسبة عشرين بالمائة، ونعتقد أنه مع العناية والاهتمام والمتابعة، والثناء وإظهار الفرح بهذا التحسن؛ نتوقع أن تتقدم إلى الأمام.

ونتمنى أيضا أن يتفهم أهلك هذا الوضع، فبعد أن صنفت بهذا المرض ينبغي أن يكون صبرنا عليها أكبر، وفي النهاية أنت طبعا صاحب الخيار، وأنت الرجل، وأنت الراعي، وأنت قائد البيت، لكن الذي نذكرك به هو ضرورة ألا تستعجل أمر الفراق أو تستعجل أمر التصعيد لهذه المشكلات، وإذا كان أهلها فيهم إيجابية فلا مانع من أن يساعدوا، أما إذا كانوا سلبيين فأرجو ألا ترفع أمرك إليهم، وتحاول أن تحاورها.

وأرجو أن تستمع لنصائحنا، وشجعها على أن تكتب أيضا للموقع حتى تسمع التوجيهات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم وأن يسعدكم ويصلح الأحوال.

وأرجو ألا تظهر لها ما في نفسك من النفور، فإن ذلك سيزيد الأمور سوءا، واعلم أن كثيرا من الناس بنوا حياتهم بصعوبة، لكن الأمور تغيرت، ولذلك قال الله: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}، ومما قال أهل التفسير: هو الرجل يصبر على زوجته ويصبر فيرزقه الله منها الولد الذي يكون سببا في دخولهما جنة الله.

نؤكد أن الأمر فيه معاناة، لكن تسلح بالصبر، واستعن بالله تبارك وتعالى قبل أن تقدم على أي خطوة في اتخاذ هدم هذا البيت أو إنهاء هذه العلاقة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات