السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة لشاب منذ عام، والشقة وضعها لم يتغير، وهو غير ملتزم بشغله التزاما تاما، حيث إن عنده شغلا حكوميا لا يذهب إليه، وشغل خاص لا يلتزم به، ويكذب علي، وعندما نتحدث يذكر لي أشياء غير مناسبة للفترة هذه، ولا أحسه سيكون ظهرا لي وسندا، دائما نائم طوال النهار، ومستيقظ طوال الليل، ووجدت عنده أشياء غير لائقة على الهاتف، ولكنه طيب، ويلتمس لي العذر دائما، ولا يهينني أو يضايقني بشكل متعمد، ونصحته كثيرا، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك.
ابنتي الحبيبة: اعلمي أن الزواج يحتاج إلى الصبر والتنازل عن بعض الأمور، والتركيز على السمات الحميدة والإيجابية في أخلاق الشريك، والمؤمن إن كره خلقا رضي منه آخر، وغاية الشيطان أن يبغض الزوجة بزوجها والعكس؛ فالتعامل مع الزوج أو القبول بالزواج له ضوابط وضعها ديننا الحنيف رأفة ورحمة بالعباد.
وأنت الآن أصبحت مسؤولة، ويمكنك أن تكوني له عونا ولكن عليك أن تنظري أولا إلى إيجابياته، وتتغاضي عن بعض السلبيات؛ لتسير حياتك بسلام، وكل ما تحتاجينه هو التعامل بمرونة مع الاختلافات بينك وبينه ولم تخبرينا عن إيجابياته سوى أنه كما قلت" طيب ويلتمس لي العذر دائما، ولا يهينني أو يضايقني بشكل متعمد".
وربما أنت تضعين خطيبك في موقف صعب وتضغطين عليه مما يضطره للتهرب منك أو (الكذب) كما قلت، والكذب خطأ مهما كان السبب والأفضل أن يتعلم المواجهة وقول الحقيقة.
والأفضل من هذا كله أن تعرفي إمكانياته المادية؛ لأنه سيصبح زوجك، لذا أنصحك أن تتحدثي معه بصراحة وموضوعية وتخبريه أن عليه أن يحافظ على عمله ويسعي في تجهيز المنزل كما تم الإتفاق بينكما.
ونصيحتي لك ما يلي:-
تعاملي معه باحترام وتقدير، ولا تقللي من شأنه وتشعريه أنك تعملين أكثر منه، أو أنك تفقهين الحياة أكثر، ولا تتحدثي معه بطريقة الند للند، وأنك أنت صاحبة الرأي الصحيح، وهو دائما المخطئ؛ لأنك بهذا لن تجدي إلا زوجا يعاندك ولن يتغير.
ابتعدي عن الأحاديث التي تزعجه، وهو من المؤكد سوف يتغير؛ فالرجل يحب أن يرى الاهتمام ويشعر بالاحترام، ويسمع الكلمات الطيبة؛ فكل هذه الأمور تؤثر به وتسعد قلبه، وتخفف عنه ضغوطات الحياة..
اجتهدي في إقناعه للمشاركة سويا في بعض الدورات التدريبية الخاصة في فن التعامل بين الأزواج والعلاقات الاجتماعية، وغيرها، بالإضافة إلى أن هناك دورات شاملة للمقبلين على الزواج تتحدث عن كل ما يتعلق بالحياة الزوجية من الناحية الشرعية والنفسية والصحية والجنسية.
اهتمي بنفسك، وكوني صاحبة ابتسامة مشرقة، ونظرة متفائلة للحياة؛ فكل هذا سوف ينعكس على علاقتك بمحيطك ونظرتك إلى نفسك تكون أكثر ثقة.
أخيرا أقول لك: إن السعادة الحقيقة هي الرضى عن النفس، والرضى بما أنعم الله عليك، تقربي من الله بالطاعات من صلاة وصوم، وأكثري من الدعاء، واسألي الله أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك.
واعلمي أن الحياة أصبحت صعبة في سبيل الاستقرار والحلال، فلا تصعبي الحلال عليكما.
وفقك الله لما يحب ويرضى، ولا تنسي أن تطمئنينا عنك يا رنا.