عمل الليل سبب لي الأرق وفقدان الشهية!

0 31

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أسبوعين كانت الأمور على أفضل ما يرام على الرغم من أنني شخص عصبي ومتوتر، هذه طبيعتي، فأنا أعمل مهندسا بإحدى الشركات، وأسندت إلي مهمة العمل 16 ساعة في فترة الليل من السادسة مساء حتى التاسعة صباحا، وكان علي ضغط شديد رغم أنني لم أعمل مسبقا في الليل.

في اليوم الرابع أصابني الوسواس بأنني لن أستطيع النوم صباحا؛ بسبب الحر والنور، وبالفعل لم أستطع، وصاحبني القلق، واستمر معي لليوم الخامس والسادس.

عند الذهاب إلى النوم صباحا أتوتر وأدخل الحمام للتبول أكثر من مرة، وصار معي قذف لا إرداي، قمت بالاعتذار عن إكمال المهمة لأنه سبب لي الضرر.

عدت إلى المنزل راغبا في نسيان المهمة؛ حتى أتمكن من النوم ليلا مجددا، مع العلم أن طبيعة نومي الثقل والعمق في السابق، ولكني لم أستطع بسبب التفكير في نوبة الهلع التي أصابتني، حتى تمكنت من النوم في يوم الخامس بعد نقلي لمهمة عمل أخرى ولكن صباحية على طلبي.

ومنذ ذلك الحين ولمدة أسبوعين بدأت أعاني من التوتر، ومن القولون العصبي، ومن إسهال بعد الأكل، ومن قضم الأظافر، وفقدان تام للرغبة للجنسية وللشهية، وأرق بالليل وصار نومي خفيفا جدا أستيقظ كثيرا، أنام وأشعر بما حولي حتى ربما أحلم وأنا مستيقظ، فهذا الموضوع يأتي في الليل.

ليلة لا أعرف أن أنام فيها سوى ساعة متقطعة أو أنام وأشعر بما حولي، والليلة التالية أنام فترة أطول ولكن بقلق دائم أو بالاستيقاظ الدائم، أصبحت مشتتا لا أفكر إلا بهذا الموضوع، تناولت دواء (مرتيماش) بصورة متقطعة ولم ألاحظ أي تغيير، يأتيني النعاس والعقل يرفض، فما العمل؟ مع أن هذا التوتر والنسيان يحدث لأستعيد حياتي، هل هناك دواء قوي للقلق مع منوم قوي لفترة وجيزة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن تجربة العمل الليلي المتواصل سببت لك شيئا من اضطراب الساعة البيولوجية وهي نظام العمل والراحة اليومي الذي اعتدته في السابق، ومع ذلك النظام يتم إفراز هرمونات ميلاتونين وكورتيزون وسيروتونين في الليل، وهي الهرمونات التي تضبط الساعة البيولوجية وتساعد في الدخول في النوم العميق (ميلاتونين)، وكما تساعد في إعادة ضبط وترتيب وظائف الجسم المختلفة (الكورتيزون وسيروتونين) مما يعطي حالة من النشاط والحيوية.

ولو صبرت على نفسك عدة أيام إضافية لتأقلم الجسم على ذلك الوضع الجديد، ولكن قدر الله وماء شاء فعل، فقد عدت -والحمد لله- إلى طريقة عملك السابقة، وبقي لديك بعض الاضطراب البسيط في النوم مع فقدان الشهية، وحالة التوتر والقلق المتمثلة في قضم الأظافر وفقدان بعض الثقة بالنفس بسبب عدم المقدرة على إنجاز طبيعة العمل والسهر الليلي.

ولا مانع لضبط ساعات النوم من تناول حبوب ميلاتونين 5 مج (والتي قل إفرازها في الفترة الماضية) قبل موعد النوم بساعة مما يساعد في النوم العميق، ويقلل من الأرق، كما أن الدواء مادة طبيعية وليست كيميائية، ولا تؤدي إلى ضرر أو مضاعفات جانبية، ويمكن تناولها لعدة أيام إلى أسابيع لحين ضبط ساعات النوم.

وفي حال عدم المقدرة على الخروج من حالة التوتر والقلق سريعا فلا مانع من تناول أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، ومن أمثلة ذلك تناول حبوب (cipralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية وتساعد في تأخير القذف أيضا، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وهناك يوجد بديل جيد وهو كبسولات (بروزاك prozac) ويمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين (D) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (D) الأسبوعية جرعة 50000وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من تناول مكملات غذائية مثل المغنسيوم والكالسيوم 500 مج والتي تساعد مع فيتامين (D) في حيوية وسلامة العظام وسلامة العمليات الحيوية داخل الخلايا كما أن المغنسيوم يساعد في ضبط النوم، مع ضرورة تناول كبسولة فيتامينات مثل رويال جلي أو غيره.

مع أهمية الحرص على التغذية الصحية الجيدة، وممارسة الرياضة خصوصا رياضة المشي، والحرص على غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، والحرص على أذكار الصباح والمساء، وقراءة وحفظ ورد يومي من القرآن، والانخراط في العمل الاجتماعي ودعم الغير.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات