السؤال
السلام عليكم
منذ مدة مرضت بمعدتي وذهبت بالاستعجال للمستشفى، وعندما لم يفهموا السبب أعطوني جرعة في اليوم، وبعدها ذهبت لطبيب وقال إني أعاني من التهاب، لكن قال أيضا: إني أعاني من حالة نفسية، وأعطاني دواء للقلق.
بعدها جاءتني أفكار وسواسية مغلوطة، مثلا أقول: لو أنني الآن أحلم بالنجاح في المستقبل عندما أنجح في المستقبل ففي ماذا سأفكر بعدها؟!
كانت هذه الأفكار ترهقني، لكنني تجاهلتها وقمت بالرقية، قال: إني أعاني من مس وسحر، وبعدها نزل مني دم، وبعدها صرت أدقق في كل شيء، مثلا عندما أريد القيام بأي عمل أقول: بماذا سأفكر؟ وأنا أقوم به!
عندما أريد النوم أقول: في ماذا سأفكر؟ وعندما أستيقظ أقول: في ماذا سأفكر اليوم؟ أحس أني سأجن، وأصبحت أستغرب من الناس، وعندما يتكلمون أو يفعلون شيئا أقول في ماذا يفكرون؟!
لا أستطيع التركيز في شيء، وعندما أخرج أقول في ماذا سأفكر؟ عقلي لا يتوقف على التفكير، وأيضا أفكر في الماضي أقول كيف كنت أتصرف، لكن لا أستطيع تذكر ردة فعلي، أخاف أن أجلس بمفردي، فقدت الأمل في شفائي، أريد الموت.
علما بأني أصلي وأقرأ سورة البقرة، لكن أقطع أحيانا، وأعاني من هذه الحالة منذ 5 أشهر.
علما بأني أصبت قبل 4سنوات بحالة قلق شديدة، لكن لا يوجد وسواس، ومع سورة البقرة شفيت لكن الآن أرهقني الوسواس لا أستطيع إيقاف التفكير أستغرب كل شيء أبكي دائما لا أعرف من أين أبدأ العلاج؟
ساعدوني أرجوكم، وما هي حالتي؟ وهل يوجد أمل في علاجها؟ أشعر أني في دوامة، لا أعرف كيف أخرج منها، وأيضا عندي مشاكل عائلية كثيرة، وضغط، وفقدت كثيرا من وزني.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
حالتك -إن شاء الله- بسيطة جدا من الناحية التشخيصية، لديك ما يعرف بـ (قلق المخاوف الوسواسي) من الدرجة البسيطة، وهذه لا نضعها تحت التشخيصات المرضية، إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة، ربما تكون شخصيتك أصلا حساسة، لديك شيء من الاستعداد للقلق الزائد والوسوسة.
كل المطلوب منك هو أن تحقري هذه الأفكار، ولا تهتمي بها، ولا تدخلي في حوارات استباقية وسواسية مقلقة، دائما شدي انتباهك لشيء جيد وإيجابي حين تأتيك هذه الأفكار.
تجنبي السهر، واحرصي على النوم الليلي المبكر، مارسي تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرجة (الشهيق والزفير ومسك وحبس الهواء في الصدر) مهمة جدا.
مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، ورياضة المشي دائما جيدة، يجب أن تكون لك طموحات أكاديمية وتعليمية عالية، ضعي الآليات التي توصلك إلى مبتغاك.
كوني دائما إيجابية داخل الأسرة، تخلصي من الفراغ الزمني والذهني. الحرص على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها مهمة جدا، ولا تبتعدي عن تلاوة القرآن، {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}، {فاقرؤوا ما تيسر منه}، يجب أن يكون لك ورد يومي، الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – أذكار النوم والاستيقاظ ضرورية في حياتنا، فأنصحك بها كما أنصح نفسي.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن تناولك لأحد الأدوية البسيطة والسليمة سيكون أيضا مفيدا لك، ومكملا للسبل والطرق العلاجية التأهيلية التي ذكرتها لك سلفا.
من الأدوية الجيدة المفيدة عقار يعرف (سبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي هو (استالوبرام)، هو دواء ليس من وراء تناوله إدمان، ولا يؤثر تأثيرا سلبيا على الهرمونات النسائية، دواء نقي جدا، ممتاز جدا، يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام – من الجرعة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
كما ذكرت لك: هذا الدواء ممتاز وسليم وفاعل، وأعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا في التخلص من الأعراض التي ذكرتها، لكن أهم شيء أن تجعلي نمط حياتك نمط إيجابي على الأسس التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.