السؤال
السلام عليكم
أنا متزوج ولدي 4 بنات - مشكلتي أن زوجتي عصبية جدا ومتوترة، أتناقش معها في أي موضوع فأجدها ترفع صوتها وتغضب، وإذا حدث خلاف ترفع صوتها وتصرخ وأعصابها تفلت، وقد تطول يدها علي، وأنا أصبر؛ لأنها تأخذ علاجا للضغط اسمه كونكور 5. وأيضا تصرخ بالطفلة الصغيرة التي تغضب.
أنا تعبت ولا أطيق الذهاب إلى البيت، ودائما أحب أن أخرج خارج المنزل -وأنا ممتاز في شغلي وعملي- وإذا عرضت عليها والأولاد الخروج في الإجازة ترفض بشدة؛ لأن عندها وسوسة زائدة من كورونا.
المشكله في صراخها، والجيران كلهم يسمعون ومسيطرة على الأطفال. آتي بأي شيء عند مجيئي من الشغل فتدعو علي؛ لأني أتعبها في التعقيم والوقوف في المطبخ. ماذا أعمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
لا شك أن العصبية مشكلة، سواء كانت عند الرجل أو عند المرأة، وعندما تكون عند المرأة فإن الأضرار أكثر؛ لأن الصغار يتضررون من الصراخ ومن عصبية الوالدة؛ لأنهم لا يدركون السبب، وهذا يترك آثارا نفسية على هؤلاء الصغار.
ولذلك نتمنى أولا أن تجتهد في النصح لها، وأن تحرص على أن تكثر من ذكر الله تعالى، وعمروا بيتكم بكتاب الله وبالطاعات، ثم عليك أن تبين لها خطورة هذه العصبية عليها وعلى أبنائها وعليكم كأسرة، ثم أرجو بعد ذلك أن تتفادوا جميعا أسباب هذه العصبية، وأعتقد أن هذه من النقاط المهمة، الأشياء التي تثير عصبيتها ينبغي تفاديها؛ لأن الإنسان العصبي من أحسن الوسائل لعلاجه أن نتفادى الأمور التي تثير عصبيته وتوتره.
أرجو ألا تنزعج من هذا الوضع الزائد مع كورونا –هذه الجائحة– نسأل الله أن يرفع الغمة عن الأمة والبلية عن البشرية؛ لأنها عارضة وستزول، لكن من المهم جدا أيضا الانتباه للأشياء التي تزيد في عصبيتها وحساسيتها، حتى عندما تأتي بالأشياء إذا كان عندها هذا الوسواس الزائد فيفضل أن تقوم أنت بترتيب الأغراض والأشياء التي جئت بها، وقو إيمانها بالله وتوكلها على الله تبارك وتعالى؛ لأن الجراثيم موجودة لكنها لا تصيب إلا إذا قدر الله، الأطباء يقولون: الجراثيم تملأ الفضاء لكن ما كل الناس يصابون بالمرض، إنما يصاب بالمرض من ضعفت مناعته، ونحن نزيد على كلام الأطباء ونقول: من ضعفت مناعته وقدر الله عليه المرض. والمؤمن عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
ولا مانع أيضا من مراجعة الطبيب وسؤاله عن الأدوية وعن تطورات الحالة التي عند الزوجة، ويفضل أن تكون طبيبة حتى تأخذ راحتها معها، وأرجو أن تكون قريبة من أسرتك، ولا تترك البيت، وقم بدورك تجاه هؤلاء الصغار لتكون مصدر تخفيف ومصدر أنس بالنسبة لهم، وإذا ذكرت عيوب هذه الزوجة أو ذكرك الشيطان بنقائصها فتذكر ما فيها من إيجابيات، وأنها أم للبنيات، ونسأل الله أن يعينك وإياها على الخير، وأن يكتب لكم السلامة والتوفيق والنجاح.