السؤال
السلام عليكم
اسمي ليلى، كانت لدي علاقة لمدة ٤ سنوات مع شخص كان يحبني وأحبه، وكان دائما مهتما بي ويغار علي، لكن عندما أخبره متى ستطلبني للزواج؟ يقول: عندما يحين الوقت، لدرجة لم ألاحظ أنني أمضيت معه هذه المدة.
فجأة وقع شجار بيني وبينه بسبب نفس المشكل متى سيأتي والداه؟ وتلك الفترة جاء ابن خالتي يريد الزواج بي فوافقت، وجاءوا لطلبي بعدها، بحيث جاء هو وبدأ يطلبني، ويقول سأخبر والدي فرفضت ابن خالتي، وخلقت مشكل من العدم من أجل أن أتزوج من أحب ورجعت له، وبقى يخبرني بأعذار.
أنا كنت دائما أصدقه لدرجة أنني مللت من الموضوع، وأحسست بأنني مسحت بكرامتي الأرض. الآن افترقت عنه قناعة ورجع ابن خالتي ورضيت به، ووعدت أنني سأتزوجه، لكنني لا زلت أفكر بذلك الشاب، والذي أخبرني أنه مستعد لجلب والديه وأنه أخبرهم بعلاقتنا.
الآن أنا لا أعرف ماذا يجب أن أفعل؟ هل أتزوج ابن خالتي الذي يحبني والذي وافق على أي شيء معي، أو أتزوج الشخص الذي عذبني لمدة أربع سنوات؟
المشكلة أنني أعطيت وعدا لابن خالتي، ولو لم يكن ذاك الشخص في حياتي لتزوجت ابن خالتي، ولا أعرف ماذا سأفعل؟ أنا في حيرة من أمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك عزيزتي، أتفهم حيرتك في أمرك، أسأل الله أن يريح قلبك وأن يختار لك الخير حيث كان ويرضيك به.
فيما يخص الشاب الأول الذي كنت على علاقة عاطفية معه، فأرى أنه لم يبد أية جدية تجاه علاقتكما، ولو أن لديه من خصال الالتزام والمسؤولية لما كان قد وضعك في هذه الزاوية المحرجة وهذه الحيرة بأن ترتبطي بابن خالتك وتفسخي، ثم تعودي للخطبة منه ثم يكرر ذات الموقف معك.
ما أريد قوله هو أن هذه المواقف تعتبر بمثابة محكات تظهر معدن الشاب، وجديته من تسليته، وتحمله للمسؤولية من عدمها.
قد تأخذ علاقتكما من حياتك المزيد من السنوات تحت نفس المبرر منه، (عندما يحين الوقت سأتقدم إلى خطبتك!)، أي ببساطة أراه غير صادق وغير واضح معك نهائيا فيما يخص مخططاته المستقبلية تجاه علاقتكما، وتصوراته الذهنية حول مستقبلكما, الذي يخصكما سويا وليس لوحده, لكي يحيطه بالغموض معك.
تصرفاته هذه تشير إلى عدم تفكيره وتقديره لصعوبة موقفك الذي وضعك فيه، بقدر ما يفكر بنفسه ومصلحته واستمتاعه اللحظي.
بالمقابل أرى أنك لم تغلقي الباب عليه نهائيا بالبداية، فقد أعطيته فرصة كبيرة وفسخت خطوبتك بابن خالتك، رغم صعوبة ما قمت به، ولكن للأسف لم يستغل هذا الشيء بإظهار جديته وحسن نيته، بل على العكس تماما، أظهر تهربه من جديد.
لذا أرى أن الفرص الماضية التي أعطيتها له كانت كافية ووافية، ولا يوجد أي داع حقيقي وسبب مجدي لأن ترجعي وتكرري إعطاءك له الفرصة تحت نفس الظروف والمعطيات.
ومن جانب آخر: اقطعي علاقتك بذلك الشاب نهائيا، فهي علاقة محرمة لا تحل، وهي علاقة في الخفاء والظلام لا يحبها الله ولا يرضاها، ولا توجد في الإسلام علاقة صداقة بين ذكر وأنثى لا يجمعهما رباط شرعي، مهما كانت الدوافع والمبررات، اقطعي علاقتك بذلك الشاب وتوبي إلى الله من السنوات السابقة، وأقبلي على حياتك الجديدة بتوبة نصوح، عسى أن يوفقك الله فيها.
لا تنسي أنك بتخليك عن ابن خالتك فأنت تقعين بنفس خطأ الشاب، وهو عدم التزامك واحترامك لمشاعر الطرف الآخر وعدم مسؤوليتك تجاه علاقة الخطبة مع ابن خالتك، لذا أنصحك وخاصة أنك قد أعطيت وعدا لابن خالتك، أن تلتزمي وتكملي معه، وأن تقطعي علاقتك بذاك الشاب نهائيا، بعد أن تقومي بالتوضيح له أنك أعطيته فرصته وهو لم يستغلها، وأنك الآن لا تستطيعين السماح لنفسك مرة أخرى بأن تسيئي لغيرك ولنفسك من أجل شخص لم يتمسك بك فعليا، ولم يراع مشاعرك وموقفك على الإطلاق.
من جهة أخرى, أثناء خطبتك مع ابن خالتك أتمنى منك أن تتروي بعلاقتكما، وأن لا تستعجلوا بالزواج، وذلك بهدف دراسة علاقتكما ومدى كفاءتها، وأيضا دراسة شخصيته ومدى التكامل فيما بينكما، سواء بالشخصية والاحتياجات, وأيضا مدى تشابهكما بالمبادئ والأخلاق والتفكير.
الذي أقصده أن لا يكون إكمالك بخطوبتك مع ابن خالتك هو فقط ردة فعل عن علاقتك بذلك الشاب، بل أريدك أن تفكري فيها بشكل منفصل، وأن تكوني على قناعة بها، فكري فيها لأنك تستحقين الارتباط بالشخص الذي يقدرك ويهمه إسعادك، وأن تكملوا بعضكما بجميع الجوانب، (الدينية والاجتماعية والفكرية والشخصية والجسدية والعاطفية والأخلاقية).
لا تقولي إنك تعرفين ابن خالتك جيدا بحكم أنه من نفس العائلة وبحكم قرابة الأمهات، فتكامل الشخصيات بين شريكي الحياة لا علاقة له بالأهل ودرجة القرابة بينهم.
لذا أقترح عليك تكثيف قراءتك هذه الفترة لكتب أو مواقع أو فيديوهات لاختصاصيين تتحدث عن المواضيع التالية (اختيار شريك الحياة المناسب/ التأهيل الزواجي).
القراءة في هذه المواضيع ستساعدك على تقييم علاقتك، والتأكد من مشاعرك واختياراتك حول الشريك المناسب لك.
أخيرا: لا تنسي بعد الأخذ بالأسباب استخارة الله في أمرك، فهو أعلم منا بالخير بحقنا على المدى القريب والبعيد.
ختاما: أتمنى أن أكون قد أفدتك بإجابتي، وأدعو الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعد قلبك.
لا تترددي في مراسلتنا مجددا بأي وقت تشائين.
دمت برعاية الله.