السؤال
السلام عليكم.
المشكلة تخص ابني، هو مهندس، وعمره 28 سنة، لا يهتم بشيء في الدنيا غير البلايستيشن وألعاب الموبايل والسايبر، إدمان غريب، كلما التحق بعمل فشل فيه، يترك العمل ويذهب للعب الصبياني، أشعر أن نموه العقلي توقف، فلا يقرأ، ولا يتثقف، ولا يفكر في الزواج، ولا شيء مهم لديه سوى ما ذكرته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كون ابنك تخرج من الجامعة (كلية الهندسة) فهذا يعني أنه كان طبيعيا، وأنه كان بخير.
بخصوص الألعاب الإلكترونية والإنترنت وإدمان تلك الأشياء: الآن بدأت تظهر كمية من الدراسات في هذا الشأن، أنها فعلا تسبب الإدمان، وتشغل الشباب عن كثير من الأعمال، وتجعلهم يدمنون عليها بالليل والنهار.
أخي الكريم: ابنك يحتاج أن تذهب به إلى طبيب نفسي لكي يقوم بعمل فحص شامل له، من تاريخ مرضي، وفحص للحالة العقلية، ولربما إجراء بعض الاختبارات النفسية، حتى يصل إلى التشخيص السليم لحالة ابنك، ومن ثم وضع العلاج المناسب له.
_____________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر- استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
______________________________________________
مرحبا بك أيها -الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بمشكلة الابن، ونسأل الله أن يصلح شبابنا وشباب المسلمين، وأن يهديهم لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا شك أن مصيبة الإدمان على الإنترنت من المصائب الكبيرة التي أطلت على الدنيا وقد ضج من هذه الآفة حتى الذين صنعوا التقنية، وقد وقفت على دراسة تشير إلى أن من صنع هذه الألعاب أو الذين ابتكروها يمنعون أطفالهم من بعض الاستخدامات الخاصة بمواقع التواصل لما فيها من الضرر، بل لما فيها من الشر الذي يتجاوز الإنسان ويضر من حوله كما يحدث الآن من آلام لكم في هذه الأسرة، ونؤكد أن الشاب الذي وصل لهذه الدرجة العلمية بحول الله وقوته قادر على تجاوز هذه الأزمة بالشروط وبالاهتمام بالنقاط التالية:
أول ما نوصيك به هو كثرة الدعاء أنت والوالدة لهذا الشاب، الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يهديه إلى الخير.
الأمر الثاني: لابد من إدارة حوار واضح عقلي ناضج معه، نضع معه النقاط على الحروف.
النقطة الثالثة: لابد من التدرج في إبعاده عن هذه الألعاب الإلكترونية وذلك بشغله ببعض المهام العائلية وتحمل بعض المسؤوليات، والقيام ببعض التكاليف.
المسألة الرابعة: لابد من اختراق هذا الجو الذي ينفرد فيه مع التقنية، كأن تحولوا الطعام مثلا إلى غرفته، والجلوس إلى مكانه، وتحاولوا أن تأخذوه بعض الوقت بعيدا عن هذه التقنية.
الأمر الخامس: من المهم جدا تقنين هذه التقنية، لأن هذه التقنية تحتاج إلى تقنين، بحيث يشجع هذا الشاب على وضع جدول يتضمن فيه أداء العبادات، ويتضمن فيه أداء بعض المهام الأسرية، يتضمن فيه كذلك بعض الجلسات الحرة معكم، يتضمن أيضا ممارسة بعض الأنشطة الحياتية الفعلية في العالم الحقيقي وليس في العالم الافتراضي.
كذلك أيضا من المهم جدا الاتفاق معه على محتوى آمن ومحتوى متنوع لما يشاهده، وأعتقد أن وجودكم معه وقربكم منه وإعطاءه بعض التكاليف والمسؤوليات من الأمور الهامة التي تعينه على التخلص من هذه الديمومة وهذا الإدمان بالنسبة لهذه الأجهزة.
وأعتقد أنكم بحاجة إلى عقد اتفاقية معه، يحدد فيها كما قلنا الأوقات التي ليس يستخدم فيها هذه التقنية.
من المهم جدا إذا كان لك أبناء إخوة أو أبناء إخوان – يعني من أقربائكم – صالحين أن يدخلوا إلى حياته كعامل مساعد، يشوشوا عليه بعض الوقت الذي يقضيه، ويخصموا منه بعض الوقت الذي يقضيه أمام هذه الأجهزة.
كذلك من المهم جدا فتح آفاق المستقبل أمامه، وتذكيره بأن هذه القدرات والمواهب التي عنده ينبغي أن ينميها ويمضي إلى المستقبل، فإن هذا اللعب سيضيعه ويضيع هذه المهارات العالية، فهو إنسان وصل إلى نيله درجة الهندسة، ولذلك هو في مرتبة عالية جدا، والشباب أحيانا يحتاج إلى أن نفتح لهم النافذة ليشاهدوا مستقبلهم بعد أيام طويلة.
أرجو كذلك أيضا ضبط الأداء المالي بالنسبة له، ففي بعض الشباب لما يشعر أن كل شيء موفر له، وأنه يجد كل ما يريده؛ فإن ذلك يحمله على التكاسل.
كذلك أيضا مساعدته في إيجاد عمل نافع مفيد، لأن البديل النافع من الأهمية بمكان. وأرجو أن تذكروه أنه حتى غير المسلمين الآن يضجون من هذه التقنية ويقننون، بل يجعلون خمسة وخمسين دقيقة في اليوم متصلة يعتبر من الخطورة على الإنسان، فكيف بمن يقضي الساعات الطويلة أمام هذه الألعاب التي فعلا توصل للصرع الإلكتروني وتوصل إلى الإدمان الإلكتروني، وتشغل الإنسان في أمور لا تقدم بل تؤخر، وتجعل الإنسان معاقا اجتماعيا، وعليه أن يعلم كذلك أن النجاح الاجتماعي والتواصل مع الآخرين هو أكبر النجاحات التي تسعى إليها الدنيا، وهي ثمرة كل العلم الذي يدرسه الإنسان، فإن الإنسان مهما كان ذكاؤه وكان بعيدا عن الناس لن يستفيد ولن يستفيد منه الناس.
نسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والهداية، ونسعد بتواصلكم بعد تطبيق هذه النقاط المذكورة، وبارك الله فيكم.