السؤال
السلام عليكم
تمت خطبتي لشخص في بداية حياته المهنية، وعندما طلب أبي المهر والشبكة كان الخاطب لا يستطيع، فأحضرها أبي من مالي الخاص كنوع من التيسير، وقال له: إنه دين يجب عليك رده عند الاستطاعة، ولم يقم بالرد.
بعد الزواج كان دائم المماطلة إلى أن تم الطلاق ٣ مرات، آخرهم طلقة غيابية، ولم يقم بسداد المهر والشبكة، ومؤخر الصداق، وكلما طالبته بالدين يتحجج بضيق ذات اليد، رغم علمي بأنه ميسور الحال.
خلال الفترة الماضية اشترى سيارة ثم جددها، وتزوج وفتح مشروعا تلو الآخر، وسمعت مؤخرا أنه يقول لأحد الأشخاص أنه لن يسدد هذه الأموال، بحجة أني لم أكن زوجة صالحة، وأنه لم يشعر معي بالراحة طوال فترة الزواج، مع أنه أنجب مني ابنتين وولدين.
كذلك نحن نعيش في وسط اجتماعي عالي، وهو لا يريد أن يدفع نفقة الأبناء لهذا الوسط، بل يدفع تقريبا نصف احتياجتهم والباقي أكمله أنا، سواء من مالي أو عن طريق بيع شيء من ذهبي.
السؤال: هل كل هذه التصرفات من حقه، أم أنها ظلم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فإن الدين ثابت في ذمة زوجك، وعليكم أن ترسلوا له شخصا محكما من قبلكم، للفصل في هذه الأمور إن رفض أن يحلها وديا فيما بينكم وبينه، فإن رفض المحكم فارفعوا شكواكم للمحكمة، أو الجهات الرسمية المختصة في هذه الأمور، فهي التي ستفصل في هذه القضية، وقضية ادعائه أنه لا يجد المال سيتضح للحاكم من خلال ما ستبينونه في دعواكم من أنه أقام عدة مشاريع، واشترى سيارة.
يجب ألا تسكتوا عن حقكم، فما ضاع حق وراءه مطالب، وما يخص سكن أبنائه ونفقتهم، فيجب عليه أن ينفق عليهم، وأن يوفر لهم السكن الذي يليق بهم، وأن تكون النفقة كافية، فالحاكم هو من يقدر على إلزامه بذلك، كونهم أبناؤه والشرع يحدد النفقة بحسب الحال واليسر، والواقع المعيش والنظر في أمثالهم.
إن أنكر الديون التي عليه وليس عندكم أي بينة كونكم لم تكتبوا ذلك في وثيقة الزواج، أو لم تطلبوا منه أن يكتب سندا بذلك، وليس عندكم شهود فاطلبوا منه اليمين، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "شاهداك أو يمينه"، فالسند والشهود حجة قاطعة، فإن حلف اليمين كذبا وزورا فسترون عقوبة الله فيه.
لا شك أن ما فعله هذا الرجل ظلم ولن يتركه الله دون أن يأخذ بحقك، فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يرد إليك حقوقك، وأن يأخذ لك بحقك، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم فقد ورد في الحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.