السؤال
السلام عليكم.
أنا كلما أصبحت صديقة قريبة لأي فتاة عاجلا أم آجلا تتدمر حياتها، حيث إنهن مثلا في البداية لم يكن يتكلمن مع الفتيان إلا قليلا، ولكن الآن لديهن أصدقاء كثر من الفتيان، وأنا أشعر أنني السبب؛ لأن الأمر دائما يحدث بعد أن نصبح أصدقاء، رغم أنني من النوع الذي يختلط ولكن ليس بكثرة، وأشعر بالذنب حيال ذلك، ولا أتكلم مع الفتيان على الهاتف ولا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومعروفة بأدبي.
وقد جاءت هذة الفكرة في بالي من قبل ولكن أنا تأكدت منها البارحة، حيث أن إحدى صديقاتي المقربات والتى أحبها جدا وأدعو الله أن يصبرها فقد حدثت لها مشكلات كبيرة مع أهلها بسبب أنها كانت في علاقة عاطفية مع شاب، وأنا ألوم نفسي؛ لأن السنة الماضية أخبرت إحدى صديقاتي عنه وهي تقربت منه لتعرفه علي، وأنا طبعا لم أتماشى مع خططها، ولكن بعد ذلك بقية صديقاتي أصبحن صديقاته حتى صرح لهن بإعجابه بصديقتي المقربة، وبعد ذلك بدأ يتحدث معها وهي صدته كثيرا كلما حاول التكلم عن مشاعره حتى ضعفت، وبالطبع عائلتها لم ترض بالأمر، وسبب لها الكثير من المشاكل.
أنا الآن أكره نفسي فلولا أنني لم أتكلم عنه ذلك اليوم في ذلك الوقت مع تلك الفتاة الأخرى لما حدث كل هذا لصديقتي، ولما كان يتعذب هو أيضا الآن بسبب أهلها، أنا أعلم أن الاختلاط دون الضرورة حرام، فأنا محافظة على نفسي قدر المستطاع، ولكن لماذا يحدث كل هذا لمن حولي وصديقتي لم تستحق ذلك، فهي لم تكن راضية عن كونها في علاقة مع أحدهم، وكانت تجلد ذاتها يوميا، والآن تقول إنها حثالة وهي أصلا من خيرة الناس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير وعلى مصلحة الأخوات والزميلات، ونسأل الله أن يلهمكن جميعا السداد والرشاد والصواب، وأن يهدي بناتنا إلى أحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
أرجو أن تعلمي أنه لا ذنب لك فيما يحصل للأخريات، خاصة عندما تكون هذه الفتاة أو تلك الصديقة هي التي بدأت السير في الطريق الخاطئ، وما حصل منك من الكلام عن الشاب المذكور خطأ بلا شك، ولكن لا يعني أنك تتحملي كل ما حصل بعد ذلك من الأخوات، فهن عاقلات ويدركن الخطأ من الصواب، والدليل على ذلك أنها كانت تلوم نفسها وترفض الاستمرار في تلك العلاقة، لكن استمرارها جعلها تنكشف عند أهلها فتنال هذه العقوبة، ونؤكد أن في هذا خير لها وللجميع، فالسعيدة من أوعظت بغيرها.
فأرجو أن يكون في الذي حصل درس لك ولهن، حتى تتجنبن سلوك هذا السبيل الذي لا يرضي سوى عدونا الشيطان، وأرجو أن تعلم بناتي الفاضلات أن الإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فالفتاة ينبغي أن تضع نفسها في المكان الذي وضعتها الشريعة فيه من الإكرام، وإذا أراد الشاب الفتاة فعليه أن يأتي ويطرق باب أهلها، ويأتي بالطرق الصحيحة الشرعية، ويأتي إلى الدار من الباب.
لذلك يتمنى أن يكون هذا هو الهم بالنسبة لك وللصديقات، وأرجو أن يكون في المواقف التي حصلت دروس، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.
وأيضا أرجو ألا تستمري ولا تفكري بطريقة أنك كلما صادقت فتاة أصابها شيء، إنما يصيبها إذا قدر الله تبارك وتعالى، فلست سببا في مثل هذا الذي يحدث لهن، والواضح أن الذي يحدث لهن له أسباب خاصة بهن، فمثل هذه الأمور التمادي هو الذي يجلب للإنسان الإشكال، ولذلك الإنسان قد يستره الله ويستره؛ لكن إذا تمادى واستمر فإن الله تعالى قد يبتليه بالفضيحة، وأيضا الفضيحة قد يكون فيها خير حتى تتوقف قبل أن تتورط في مزيد من الشر.
نسأل الله لنا ولكن جميعا الهداية، ونكرر الترحيب بك في الموقع.