السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا سيدة عمري 27 سنة، أم لطفلين، أصبت بالاكتئاب بعد ولادة طفلي الثاني، ازدادت حالتي سوءا إلى حد الجنون، لجأت للرقية الشرعية، وأخبروني أني معيونة، ولم أتحسن.
لجأت للطب النفسي، وتبين أني في حالة اكتئاب ما بعد الولادة، وبدأت في العلاج بأخذ alpraz لمدة شهر، ثم مضادات الهلع لمدة سنة.
ومؤخرا وبعد الانتهاء من العلاج، بدأت أعراض الاكتئاب تعود في نفس الشهر من كل سنة، وأنا خائفة جدا، لا أريد تناول الأدوية، لأنها تنهكني، فبماذا تنصحونني؟ أتضرع إلى الله وأطلب منه الشفاء، وأنا على يقين أن الله قادر على كل شيء، أعتذر على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اكتئاب ما بعد الولادة يحدث لحوالي عشرة بالمائة من النساء، ومعظمه خفيف أو متوسط، ونادرا ما يكون شديدا يتطلب دخولا للمستشفى، وواضح أن الذي حدث معك هو اكتئاب متوسط، ودائما تصاحبه أعراض قلق وتوتر، وعلاجه في مضادات الاكتئاب من فصيلة الـ (SSRIS) أو في مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات التي لا تؤثر على الرضاعة إذا كنت ترضعين الطفل.
أما ما أخذته من أدوية: الـ (alpraz) هو مضاد للقلق وليس مضادا للاكتئاب، ولا أدري ما هي مضادات الهلع الأخرى التي أخذتها، لا بد أن تأخذي الآن مضادات الاكتئاب، أخذ الـ (ألبرازولام) لفترة سنة طبعا فيه مخاطر، لأن الألبرازولام كما ذكرت هو مهدئ ومن فصيلة الـ (البنزوديازيبينات benzodiazepines)، وهو يمكن أن يؤدي إلى الإدمان إذا استمر فترة طويلة، ولعل هذا يفسر بعض الأعراض التي تحصل معك – أختي الكريمة – لأن اكتئاب ما بعد الولادة إذا تم علاجه والسيطرة على الأعراض فإنها لا تعود إلا في الولادات المستقبلية.
على أي حال: أنصحك بالاسترخاء طالما الآن توقفت عن العلاجات، وإذا كان في الإمكان التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية للاسترخاء بصورة منتظمة، حتى تتعلمي طرق الاسترخاء، وبعد ذلك تفعلينها في المنزل لوحدك، وثانيا: الدعم النفسي أيضا مهم، وطبعا يجب تنظيم الولادات بأن يكون بين كل حمل وآخر فترة، لأن هناك طبعا قابلية إلى أن يحدث الاكتئاب في الولادات المستقبلية، المطلوب هو تنظيم، يعني يكون بين الحمل والحمل الآخر حوالي ثلاث سنوات.
أيضا عليك باتباع روتين معين في المنزل، حتى لا تشعري مثلا بالوحدة وبالقلق والتوتر، وإذا لم يكن هناك دعم لك في مساعدة في المنزل والأطفال فحاولي أن تجدي الدعم اللازم من الأهل والأقرباء، ولا تنسي التمسك والمحافظة على الصلاة في موعدها، وقراءة القرآن، والأذكار، والدعاء، فإنها تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال، وهذه بدورها تطرد القلق والتوتر والاكتئاب.
وفقك الله وسدد خطاك.