هل أكون قاطعة رحم لو لم أصل أهلي الهاجرين لي؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

بيني وبين أهلي لا توجد مشاكل، ولكن لا أحد فيهم يسأل عني، وهذا قد أثر علي كثيرا، فأنا التي تتصل وتسأل عنهم وتزورهم، وإذا لم أذهب أو أتصل فلن يسأل عني أحد منهم، وكأني غير موجودة! فهل إذا لم أتصل بهم أكون قاطعة للرحم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:


لاشك أن صلة الرحم لها منزلة عظيمة عند الله، وترتب على من يصل رحمه ثمرات عظيمة، من ذلك:

سعة الرزق، وطول العمر، ورضا الله، ودخول الجنة، ونحو ذلك.

وبما أنك تصلين رحمك، فأنت قد فعلت ما يلزم عليك شرعا، وأنصحك بالاستمرار؛ لأنك تتقربين إلى الله بهذا العمل، ولك أجر، وحتى تكوني قدوة لغيرك، فعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري.

ولا بأس من العتاب والتنبيه والنصح لأرحارمك بأن يصلوك ويسألوا عنك، ولكن إن لم يفعلوا فالإثم عليهم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي؟! فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك رواه مسلم.

قال شراح الحديث: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن إليهم، ولكن ينالهم إثم عظيم لتقصيرهم بحقه، وإدخالهم الأذى عليه.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات