السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تربيت في بيت كأغلب البيوت المصرية، فيها المحافظة على الصلاة وصوم رمضان، ولكن هناك تجاوزات كثيرة من غيبة ونميمة واختلاط بين الأقارب وغيرها، إلى أن من الله علي بالالتزام -والحمد لله.
وفقني الله لمن علمني حرمة هذه الأشياء، وأعانني على تجنبها، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت في نفسي أمراض القلوب، مثل الكبر، أصبت بصدمة، وخائفة، لا أعرف ماذا أفعل؟ هناك من نصحني بالاجتهاد في العبادة لإصلاح أمراض القلوب، وهناك من نصحني بالاجتهاد في طلب العلم؛ لمعرفة أسباب أمراض القلوب وتجنبها، وأنا أجاهد في المواظبة عليهما معا، ولكن لا أجد وقتا لدراستي وأهلي، فأنشغل بالعبادة ليلا، وطلب العلم صباحا، خائفة وتائهة.
انصحوني، ماذا أفعل؟ كيف أنظم وقتي؟ من مشاكلي ربما الاستعجال، أريد التخلص من هذه الأمراض سريعا، أريد معرفة ما هي عقبات الطريق؟ وهل هذه من العقبات؟ لأني أشعر أن المشاكل مني، ولا يشعر بها أحد، وذلك لأني غير صالحة أو مريضة، أرجو المساعدة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح وأن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:
- بداية نحمد الله تعالى الذي وفقك إلى طريق الهداية، وجعلك من الصالحات، وأنت على خير عظيم، ولا أدري للخوف المبالغ فيه لأن إصلاح النفس يأتي بالتدرج شيئا فشيئا.
- وأما إصلاح النفس فيبدأ ولا شك بطلب العلم والذي يمكن تحصيله بأمور:
* عليك الالتحاق بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، وإتقان القراءة والحفظ على يد معلمة متمكنة.
* دراسة ما لا يسع المسلم جهله من أصول العقيدة والفقه وأصول الأخلاق، ويمكن أن تلتحقي في حلقة علمية، فتدرسين كتاب أصول الإيمان لنخبة من العلماء بإشراف صالح آل الشيخ، وكتاب الفقه الميسر لنخبة من العلماء، وكتاب أصول المنهج الإسلامي لعبد الله العبيد.
* وإذا كنت لا تجدين حولك طالبة علم بجوارك لتدرسي عندها، فيمكن الدخول إلى بعض المواقع العلمية التي تعينك على ذلك، مثل أكاديمية البناء المنهجي، وقناة المجد العلمية وغيرها، فيمكن أن تتابعي المواقع و-بإذن الله تعالى- تجدين بغيتك.
- وفي أثناء طلب العلم ينبغي الاهتمام بأداء الفرائض الواجبة ثم السنن المستحبة، ومع المحافظة على ورد يومي من القرآن الكريم، وقراءة أذكار الصباح والمساء، وكثرة ذكر الله والاستغفار، ونحو هذا، فهذا عامل مهم في تزكية النفوس.
- ومن الكتب النافعة في تزكية النفوس وإصلاح القلوب وتجمع بين صلاح الظاهر والباطن، كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية، وكتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي وغيرها.
- تنظيم وقتك يكون أن تجعلي لكل وقت ما يناسبه من عمل في وقت الصلاة أداء الصلاة، في وقت عملك أو الدارسة فتكون العمل والدراسة، وهكذا، وكلما وجدت وقت فراغ فاشغلي هذا الوقت بما ينفع من قراءة أو عبادة أو إعانه للآخرين.
- وأما العقبات التي تقف في طريق سير الإنسان إلى الله فهي كثيرة :
منها: النفس الإمارة بالسوء وما فيها من اتباع الهوى وترك الحق والكبر والغرور والرياء، ولا بد من تزكيتها بالطاعات والعلم النافع.
ومنها: وسوسة الشيطان حتى يصد عن الطاعات، وزوال هذا بالذكر والاستعاذة بالله من شره، وترك الالتفات لما يدعو إليه من ضلال وانحراف.
ومنها: الرفقة السيئة، ولا بد من ترك هذه الرفقة واستبدالها برفقة صالحة تعين على طاعة الله.
ومنها: الذنوب والمعاصي والتسويف بالتوبة، وعند الوقوع في الإثم لزم المسارعة بالتوبة حتى تعود النفس إلى ما كانت عليه من الطاعات.
كان الله في عونك.