السؤال
السلام عليكم.
أعاني من صعوبة التنفس كلما فكرت فيه، منذ يومين كلما حاولت الأكل أتذكر أني أعاني من غازات في البطن وصعوبة الإخراج؛ مما يثير وسواسي وقلقي، ويسبب لي صعوبة التنفس الوهمي الناتج عن القلق.
أنا طالب، وأريد أن أهتم بدراستي وأنا مرتاح فهذه آخر سنة، الرجاء مساعدتي، أريد حلا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك فرق بين ضيق التنفس الناتج عن ضيق في الشعب الهوائية نتيجة لوجود التهاب أو حساسية في الشعب، وبين تسارع معدل التنفس والذي يصاحبه تسارع معدل النبض في حالات الخوف المرضي والتوتر والقلق، والواقع أن لديك بعض التسارع في النبض والتسارع في معدل التنفس نتيجة للتفكير الزائد في الأمراض والخوف منها، وليس هناك ضيق فعلي في التنفس.
وأنت شاب في السابعة عشر من العمر لم يسبق لك أنك عانيت من الربو الشعبي أو التهاب مزمن في الرئتين، فلا تجعل الخوف من الأمراض يسيطر على تفكيرك وينغص عليك حياتك، وإن كان ولا بد يمكنك زيارة طبيب أسرة أو طبيب نفسية وعصبية ليوضح ويشرح لك طبيعة الخوف المرضي، وأنك لا تعاني من مشاكل في الرئتين.
والمهم بالنسبة لك ألا يكون هناك معاناة مع السمنة، حيث إن السمنة تمثل أحد أسباب ضيق التنفس خصوصا أثناء النوم، ومن المهم ألا تنزلق يديك إلى التدخين أو حتى الجلوس مع المدخنين في أماكن مغلقة؛ لأنه يمثل سببا آخر لضيق التنفس، كما أنه من المفيد لسلامة الرئتين بالإضافة إلى سلامة العظام أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع ضرورة تناول كبسولة فيتامينات أو مقويات الدم.
مع الحرص على التغذية الجيدة، وأخذ قسط كاف من النوم وتجنب السهر، ومن المهم ممارسة رياضة المشي لضبط كافة العمليات الحيوية داخل الجسم.
وفقك الله لما فيه الخير.
----------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد - استشاري طب عام وجراحة وأطفال-، وتليها إجابة: د. محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
----------------------------------------------------
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
كما أفادك الأخ الدكتور عطية فإن منشأ هذا الضيق الذي تحس به ناتج من القلق النفسي، فالقلق النفسي يؤدي إلى توترات نفسية، والتوترات النفسية تتحول إلى توترات عضلية، ومن أكثر مناطق الجسم التي تتأثر بهذه التوترات العضلية هو القفص الصدري، لذا الإنسان يحس بشيء من الصعوبة في التنفس والضيق والكتمة.
وبما أنه أيضا لديك غازات في البطن وصعوبة في الإخراج؛ هذا جزء مما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، القلق يؤدي إلى ذلك، والتوتر يؤدي إلى ذلك، وكل المطلوب منك هو أن تعيش حياة صحية.
وأول متطلبات الحياة الصحية – خاصة في مثل حالتك – هي ممارسة الرياضة، رياضة الجري، رياضة المشي، لعب كرة القدم، كرة السلة، السباحة، أي نوع من الرياضة المنتظمة، بشرط أن تكون يوميا، أو على الأقل خمس مرات في الأسبوع، بمعدل ساعة على الأقل. الرياضة فعالة جدا، الرياضة تعالج القلق والتوتر، وتحوله من طاقة نفسية سلبية إلى طاقة نفسية إيجابية تؤدي إلى راحة النفس وإلى الاستقرار النفسي، وفي حالتك بالفعل الرياضة مهمة جدا.
فإذا هذا هو علاجك الأساسي، والأمر الآخر هو أن تهتم بتنظيم وقتك، وتجتهد في دراستك، وتجنب السهر، واعتمد على النوم الليلي المبكر حتى تستيقظ مبكرا وتصلي صلاة الفجر، وتكون طاقاتك متجددة، ويمكن أن تدرس لمدة ساعة مثلا قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي.
هذه البدايات الإيجابية لفترة الصباح دائما تؤدي إلى انشراح النفس وتحسين الدافعية عند الإنسان، وتزيل القلق والتوتر.
احرص على الصلاة في وقتها، والأذكار، خاصة أذكار النوم، ويجب أن تهتم بتغذيتك وصحتك، تواصل مع الصالحين من الشباب من أصدقائك، كن بارا بوالديك، ولا بد أن تكون لك مشاركات إيجابية داخل الأسرة.
هنالك دواء بسيط جدا أيضا أريدك أن تتناوله، الدواء يسمى تجاريا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد) هو زهيد الثمن جدا ومفيد جدا، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة أسبوع آخر، ثم كبسولة يوميا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
الدوجماتيل من الأدوية الممتازة التي تعالج القلق والتوتر والوسوسة، خاصة التي تؤدي إلى أعراض نفسوجسدية من النوع الذي تحدثت عنه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.