السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد.
راسلتكم من قبل، ارتحت عندما أجبتموني والحمد لله، لم أتناول أي دواء، قمت فقط بالتجاهل التام، فخفت الأعراض، أحيانا لا تأتيني هذه الأعراض وأحيانا تأتيني، الشيء الذي يقلقني هو أني أحيانا أحس بدقات قلبي في بطني وصدري، ويأتيني خفقان القلب، هذا الأخير نادر، أحس كأن النفس لا يكفيني حتى أدخل الكثير من الهواء، عندي وسواس مرض.
مع العلم أني أمارس تمارين ضغط (push ups)، أمارس أيضا رياضة الركض بدون أي مشاكل، عملت كل فحوصات قلب، غدة، سكري.... الخ كل شيء سليم، أحس بشيء عالق في حلقي، وعندما أتجشأ يذهب ثم يعود بماذا تنصحني.
جزاكم الله خيرا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lotfi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.
الحمد لله أنت تسير في الطريق العلاجي الصحيح.
احرص على التطبيقات السلوكية، وعلى برامجك الرياضية، وعلى التفكير الإيجابي، وعلى حسن إدارة الوقت، وعلى التجاهل للأعراض، فأنت الحمد لله قلبك سليم، وجسدك سليم، وحتى نفسك نفس سليمة -إن شاء الله تعالى-.
بقي أن أقول لك أنني أرى أنه من الضروري أن تتناول الـ (استالوبرام) كما وصفته لك سلفا، دواء رائع، دواء ممتاز، والجرعة جرعة صغيرة جدا، والمدة مدة قصيرة، وأنا على قناعة تامة أن هذا الدواء مع جهدك السلوكي هذا سوف يعطيك نتائج رائعة، سوف تنتقل إلى ما نسميه بالصحة النفسية الإيجابية، والصحة النفسية الإيجابية لا تعني فقط اختفاء الأعراض التي يشتكي منها الإنسان، إنما هي نقلة إلى الأمام، نقلة للاستمتاع بالحياة، نقلة لزيادة الفعاليات، نقلة لأن تجعل الإنسان يحس أنه مفيد لنفسه ولغيره.
فأتمنى – أيها الفاضل الكريم – أن تصل لهذه المرحلة، طبعا تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس التدرجي مهمة جدا لتجعلك تحس بشيء من الأريحية في صدرك، وليختفي الخفقان والشعور بالغصة، وكل ما هو متعلق بالانقباضات العضلية التي منشأها القلق والتوتر.
أيها الفاضل الكريم: أكرر مرة أخرى؛ أرجو أن تستعمل الاستالوبرام، تبدأ بخمسة مليجرام – كما ذكرت لك سلفا – لمدة عشرة أيام مثلا، ثم تجعل الجرعة حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، هذه جرعة صغيرة نسبيا، لأن الجرعة الكلية هي عشرون مليجراما في اليوم، لكن لا أراك في حاجة لها.
بعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر وأنت على عشرة مليجرام من السبرالكس اجعل الجرعة بعد ذلك خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن ينفعك بما قلناه لك، وأتمنى لك حياة طيبة ومستقبلا زاهرا.