زوجتي كانت تحب غيري قبل الزواج، فهل أطلقها؟

0 60

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوج منذ ثلاث سنوات ورزقت بطفل، وبعد الزواج بفترة توفي والدي، وأصبحت شديد الغضب وعاملت زوجتي في هذه الفترة بعنف، وفي أحد الأيام تشاجرنا وأخذت منها هاتفها وبدأت أقرأ رسائل الواتس، واكتشفت أنها كانت تحب شخصا قبل الزواج، وأنها ما زالت تفكر فيه ولا تستطيع نسيانه، وعندما واجهتها قالت إنها كانت غاضبة مني، ولا تعرف ما تقول، ولكني غير مقتنع بهذا الكلام، ولا أجد مبررا لما فعلته،
وهي تعامل أهلي معاملة حسنة، ولكني رجل شديد الغيرة على أهل بيتي، وكنت أحافظ عليها، وأريد أن أطلقها، ولكن عندما أرى ابني وأفكر فيه لا أستطيع فراقه، فما رأي الدين في هذه المسألة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

- قبل الدخول في الرد على استشارتك أنصحك بالاجتهاد في تقوية إيمانك وإيمان زوجتك -بعد المحافظة على الفرائض- من خلال كثرة العمل الصالح، كنوافل الصلاة والصوم وكثرة تلاوة واستماع القرآن الكريم، وجعل اللسان رطبا من ذكر الله تعالى، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، لأن قوة الإيمان مع العمل الصالح من أهم أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعال: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

- قوة الإيمان تولد في النفس مراقبة الله، وتوجد حاجزا يمنع المؤمن من الوقوع في المعاصي.

- الغضب من السلوكيات التي نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها، فقد أتاه رجل فقال أوصني يا رسول الله فقال له: (لا تغضب) فكرر مرارا فقال: (لا تغضب).

- تفتيش الهاتف يعد من الأخطاء الفاحشة التي يقع فيها بعض الأزواج؛ لأن ذلك يعد من أبواب الشيطان الرجيم لإفساد الحياة الزوجية، كما أنك تغضب وربما خرجت من فمك بعض الكلمات التي لا تقصدها، وربما اعتذرت منها، فكذلك زوجتك ربما تكلمت في حال الغضب ببعض الكلمات التي لا تقصدها، والأصل الثقة المطلقة بين الزوجين، وهي صمام الأمان للحياة خاصة وأنك لم تر أي شيء ينبئ عن خيانتها، والشكوك التي في ذهنك أغلبها من الشيطان الرجيم، الذي يريد أن يعمق هذه الفكرة من أجل أن تهدم بيتك بيدك، ثم إذا تم له ذلك تركك تحترق وتتحسر وتعض على أنامل الندم ولات ساعة مندم، فلا تجعل للشيطان سبيلا، وكلما أتتك هذه الأفكار اقطعها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تتحاور أو تسترسل معها، لأن قبولها والتحور معها والتفكير فيها يعمق الوسواس لديك.

- لعلك تدرك ضعف المرأة وفي حال غضبها قد تتكلم بكلام ليس مقصودا، وإنما من باب التنفيس عن الشيء، والضغط الذي تعاني منه بسبب غضبك وبعض تصرفاتك، فإذا كان الرجل يحدث منه هذا وهو صاحب العقل الراجح فكيف بالمرأة الضعيفة؟!

- لقد ذكرت في استشارتك أنك كنت المتسبب فيما حصل بسبب تعاملك العنيف في الفترة الماضية، والحقيقة أن موت والدك ليس مبررا لحدوث الغضب الشديد منك، ولا للتعامل القاسي مع زوجتك، فهل أنت معترض على قضاء الله وقدره ومتسخط من ذلك والعياذ بالله؟ فالموت مكتوب على كل أحد، وما على المؤمن إلا أن يرضى بما قضاه الله وقدره.

- لا داعي للطلاق ولا ينبغي أن تفكر فيه، لأنه لم يحدث شيء مخل حتى الآن، وأنصحك أن تعود نفسك على ترك الغضب وأن تتعامل مع من حولك بلطف ورفق، فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه كما ورد في الحديث.

- لقد ذكرت بعض صفات زوجتك، وهي من أهم الصفات كونها تتعامل تعاملا جيدا مع أهلك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن تعاملها معك، ولكنك أنت من تسبب في المشكلة القائمة، ولعلك لو سألت من حولك لوجدت القطيعة بين الزوجات وأهل الزوج؛ فهذه الصفة يجب أن تحمدها في زوجتك.

- السلوكيات يمكن تعديلها كما أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (العلم بالتعلم والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر).

- تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل ربك أن يذهب عنك الغضب وأن يصرف عنك وساوس الشيطان الرجيم وأن يؤلف بينك وبين زوجتك، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات