أخشى أن أكون قد خرجت من الملة بسبب الوساوس!

0 41

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وساوس أني خرجت من الإسلام منذ شهر، وكلما عزمت على تجاهلها لا أستطيع.

اليوم كنت أراجع القرآن، فقلت في نفسي لا أحب هاتين الصفحتين، لكن أقصد أني أستصعب استذكارهما لا المعنى الفعلي للكلمة، فهل علي شيء؟

علما أني قلت بصوت عال قصدي الصحيح حتى يذهب الوسواس عني، ولكن فشلت أيضا، ولو قلت لأحد مازحة (لا تمت حتى تفعل ذلك، تصرف) هل علي إثم؟ وهل لو تجاهلت كل ما يخطر ببالي أكون مذنبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء من هذه الوساوس.

قد أحسنت حين سألت عن الموقف الصحيح من هذه الوساوس في أول عروضها لك وقبل تسلطها عليك، فهي داء مستطير، إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه حياته وأوقعته في أنواع من المصاعب والمصائب والمضايق.

لذا فنصيحتنا لك أن تكوني جادة في التخلص منها في أول أمرها، وسيعينك الله تعالى على ذلك ويخلصك منها.

سؤالك – أيتها البنت الكريمة – هو صلب الموضوع وعنوانه ولبه، وهو تجاهل ما يخطر ببالك، وما هو الموقف الشرعي من هذا التجاهل؟ والجواب – أيتها البنت الكريمة – أن هذا هو التجاهل هو المطلوب منك، وهو الذي فرضه الله تعالى عليك، وإذا علمت هذا فإنه بتجاهلك يثيبك الله تعالى على هذا التجاهل، وليس العكس. فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر من عرضت له هذه الوساوس بالانتهاء عنها والإعراض عنها وتجاهلها، فقال عليه الصلاة والسلام: (فليستعذ بالله ولينته)، وفي رواية أخرى للحديث قال: (فليقل: آمنت بالله).

هذا الحديث يتضمن ثلاث وصايا لمن عرضت له الوساوس، أول هذه الوصايا: اللجوء إلى الله بالاستعاذة وطلب الحماية عندما تهاجمك هذه الوساوس. فأكثري من الاستعاذة وقراءة المعوذتين، {قل أعوذ برب الناس ...} و{قل أعوذ برب الفلق ...}.

الوصية الثانية: التجاهل والإعراض التام عن هذه الوساوس، بأن تشغلي نفسك بغيرها، وتحقري هذه الوساوس.

الوصية الثالثة: الإكثار من ذكر الله تعالى، فهو حصن حصين يتحصن به المؤمن من الشياطين.

إذا فعلت ذلك والتزمت بهذه التوجيهات فإنك تسيرين في الطريق التي يحبها الله تعالى ويثيبك عليها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك ويأخذ بيدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات