علاقتي مع زوجي في خطر، أرجو المساعدة

0 31

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير ونفع بكم الأمة.

أنا سيدة متزوجة منذ ١٠ سنوات، علاقتي مع زوجي جيدة، مشكلته أنه عصبي جدا على أمور تافهة، وقد يرمي أي شيء بيده نحوي، أشياء كثيرة بالمنزل قام بكسرها، وسابقا كان يضربني.

هو كثير اللعن والسب وأنا صابرة عليه، ويعلم الله أنني حين أراه بهذه الحالة أقوم وأترك الغرفة، وأتركه ليهدأ، ولم أعد أجادله عن السبب الذي جعله يفعل ذلك، فالحوار معه دون فائدة.

تعبت كثيرا منه، وأشعر بأنه لم يعد عندي طاقة وتحمل، ولم أخبر أحدا بتصرفاته لعله يتغير ولكن بلا فائدة، المشكلة الكبرى الآن بأبنائي، ولد عمره ٩ سنوات، وبنت ٦ سنوات يقلدان والدهما باللعن والسب والصراخ حين الغضب، حاولت إفهامهما أن هذا غلط، وأن اللعن حرام، وأن الله -عز وجل- لا يحب هذه الألفاظ، يستمعان يوما أو يومين، ثم يعودا مرة أخرى ويقولون بابا يفعل ذلك.

كيف أربي أبنائي على الصلاح وحسن الخلق وطيب اللسان؟ فأنا لا أحب التلفظ بهذه الألفاظ، علما أنني ولله الحمد لا أتلفظ بها أبدا مهما غضبت؟

هل الانفصال عن هذا الزوج أفضل من البقاء معه؛ لأنني متعبة نفسيا ومحطمة من الداخل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي قولك بأن علاقتك بزوجك جيدة، ونسأل الله أن يعين زوجك على التخلص من هذا التوتر والعصبية الزائدة، وأن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

بالعكس نحن نرجوك ونطلب منك المحافظة على هذه الحياة الزوجية، والاستمرار في تربية الأولاد على حسن الأخلاق، وقد أحسنت ببعدك عن الزوج عند العصبية، ونتمنى أن تتفادي الأشياء التي تثير عصبيته، وتثير غضبه، مع الاستمرار في التذكير بالله تبارك وتعالى.

أرجو أيضا أن تشعري زوجك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بما أصبح يحدث من الأولاد، وأنهم يتخذونه قدوة في هذا العمل الذي يقوم به، فلعل ذلك يجلب له نوع من التنبيه حتى يرى عواقب مثل هذه التصرفات.

لكن في كل الأحوال نحن لا نؤيد مسألة الانفصال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأنت لك دور كبير جدا في إصلاح هذا الخلل، رغم أن الأمر أخذ سنوات، إلا أننا ندعوك إلى الانتباه لما يلي:

أولا: كثرة الدعاء له ولنفسك ولأولادك.

ثانيا: تفادي الأمور التي تثير عصبيته.

ثالثا: البعد عنه -كما تفعلي- عند غضبه.

رابعا: عدم تحميل نفسك ما لا تطيق، فلست مسؤولة عن تصرفاته، هو مسؤول عن هذا الذي يحدث.

خامسا: أرجو دائما أن تتذكري ما فيه من الإيجابيات، كلما ذكرك الشيطان بما فيه وبما عنده من السلبيات.

سادسا: حاولي أن تعرضي عليه مقابلة طبيب مختص، أو الذهاب لراقي شرعي، والمحافظة على ذكر الله تعالى وطاعته، وعند الغضب عليه أن يعمل بالوصفة النبوية: يتعوذ بالله من الشيطان، يذكر الرحمن، يهجر المكان، يهدئ الأركان، يمسك اللسان ويسكت، الغضب شديدا يتوضأ، الغضب شديدا جدا يصلي لله، هذه وصفة نبوية ينبغي أن يستخدمها الإنسان الغاضب.

أما أنت فأول ما ننبه له هو ما تقومي به: أن تذكري الله، ثم تنسحبي من أمامه حتى يعود إليه الهدوء، ولا مانع أيضا من أن تأخذي الأولاد -يعني الأطفال أيضا- معك حتى لا يقلدوا هذه الصورة التي شاهدوها عند الأب، وإذا قالوا: (هكذا يفعل الأب)، فقولي: (هكذا كان يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-)، ثم كلميهم عن أخلاق النبي وأخلاق الصحابة، واطلبي منهم الدعاء للوالد بأن يكون وأن نكون جميعا مثل الصحابة والصحابيات.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يصلح لنا ولك النية والذرية، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات