السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر قرابة 18 عام، -وبفضل الله- أعيش في مجتمع مسلم وبيت محافظ، ولكن في ظل التطورات الحياتية والتكنولوجية تغير حال الكثير من الناس من حولي، (سواء كان من الأقارب أو الأصحاب أو غير ذلك) إلى حال لا يرضى الله -عز و جل- إلا من رحم ربي.
أصبح الشاب الذي لا يشارك في أفعال الطيش، والعلاقات المحرمة مع الجنس الآخر باختلاف درجاتها، والتي يقوم بها معظم أقرانه يكون في نظرهم غير اجتماعي، أو حتى منبوذ في بعض الأحيان، والذي يحاول الحفاظ على دينه لا يجد صاحبا يعينه إلا نادرا.
في الظروف التي يمر بها العالم من أزمة كورونا نسمع بأعداد كبيرة من الناس يموتون كل يوم، ولا يدري الإنسان متى تكون ساعته.
سؤالي: كيف يمكن أن أحصن نفسي من هذه الفتن، وأتجهز للقاء الله -سبحانه وتعالى-؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل-، وشكرا لك على هذا السؤال الرائع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤمن عندك المخاوف، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.
سعدنا جدا بهذه الاستشارة التي تدل على شاب يرغب في أن يقبض على دينه، ونحن في زمان القابض على دينه فيه كالقابض على الجمر، ولكن بهذه الروح سجد المعونة من الله -تبارك وتعالى- الذي سيعينك على الخير، والتسمك بآداب هذا الدين العظيم، ولا تتألم إذا وجدت نفسك غريبا، فطوبى للغرباء.
أحب أن أؤكد لك أن وجود هذه الفتن يزيد أجر المؤمن، ويزيد من عزيمته، والمؤمن حتى ولو رأى الشر من حوله فلا يغتر بكثرة الهالكين، لأنه ينبغي أن يسير على طريق الحق دون أن يستوحش من قلة السالكين، فلا تبالي بالناس، واجعل همك رضا رب الناس، فإذا رضي الله عن الإنسان جلب له محبة الناس، واستمع إلى قول رب الناس: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} محبة في قلوب الناس، فاجعل همك رضا الله تبارك وتعالى، وحافظ على دينك، واجتهد في البعد عن كل من يريد أن يجرك إلى الوراء وإلى الشهوات وإلى الشرور وإلى المواقع المشبوهة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد.
نوصيك بالدعاء لنفسك، ونوصيك بالحرص على تعلم العلم الشرعي، نوصيك بالمحافظة على الصلوات، نوصيك بالبحث عن الرفيق الصالح، فإن وجدته فعض عليه بالنواجذ، نوصيك بأن تجعل لنفسك وردا من كتاب الله -تبارك وتعالى-، نوصيك دائما بأن تجعل نفسك في صحبة الأخيار، نوصيك بأن تكون لك علاقة بكتاب الله -تبارك وتعالى-، ونسعد بتواصلك المستمر مع الموقع، وليت الناس يتعظوا بهذه الأزمات وبهذه الأمراض، وليس في القضية أن يموت الإنسان، لكن أن يموت على خير، نسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك الثبات حتى الممات.
جزاك الله خيرا على هذه الاستشارة الرائعة.