السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ سنة ولدي طفل، مشكلتي هي أنني غير سعيدة في زواجي، فزوجي بارد تجاهي، ولقد عرفت أنه يتحدث مع أخريات، ووجدت صورة خطيبته السابقة في هاتفه، كان قد وعدني بعدة أمور، وبعد الزواج رفضها تماما، أيضا لا يهتم لعائلتي وبخيل، ويريدني أن أختاره، وأقاطع أقاربي وأخوالي، وأنا أخاف أن أعصيه؛ لأنني لا أستطيع قطع صلة رحمي.
حتى عائلته تقلل من قيمتي في منزلهم، واتهموا أمي بأنها تنشر أسرارهم، لقد تعبت كثيرا معه، وأريد الطلاق منه، فهل يحل لي ذلك؟
شكرا جزيلا على ردكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أجمل ترحيب.
غاليتي: أنت زوجة جديدة العهد في الحياة الزوجية والمشاكل تحدث بين الزوجين، ولكن الطريقة التي نعالج بها المواقف والاختلافات هي التي تحدد مسار العلاقة الزوجية، والاحترام بين الزوجين هو مفتاح السعادة الزوجية،
أبعدي عنك فكرة الطلاق ولا تدعي الشيطان يسيطر على فكرك ونفسك وينغص حياتك، بل ركزي على الأمور الإيجابية في حياتك، وارضي بما قسم الله لك، واشكريه على ما أنعم عليك من نعم من زوج وطفل وصحة؛ حتى تدوم النعمة في بيتك.
أرجو منك –غاليتي- أن تتبعي هذه النصائح المفيدة والقيمة والله المستعان:-
- لحل مشكلاتك والتأقلم الجيد: أن تتوسعي في قراءة الكتب والمقالات حول حقوق الزوجين، وما يطلب من المرأة تجاه زوجها، وما يجب على الزوج تجاه زوجته، والخلاف بين الجنسين في التفكير والنظر للأمور.
- تجنبي مناقشة زوجك ومراجعته في تطلعاته، وعليك الإكثار من إظهار الإعجاب بفكره ورأيه على سبيل الإجمال، حتى وإن اختلفتما في شيء من التفاصيل؛ فبهذا السلوك تقل الشحناء، وتذهب البغضاء، وتزداد قابلية زوجك لمناقشتك وسماع وجهة نظرك، وذلك بأنه من المقرر في العلوم النفسية، وما أخبرت به التجارب: أن المعاندة والمجادلة مع الزوج الذي لا يصبر على طول المناقشات وكثرة الجدالات: لا يترتب عليها إلا المفاسد، وزيادة النفرة بين الزوجين.
- لا تقارني نفسك بأهله، واعلمي أنه يحب أهله حبا غير حبك، يريد أن يكسب رضاهم، واعلمي أن بره لهم من أسباب سعادتكما؛ فالبر يتوارث، فلا بد من فتح صفحة جديدة بينك وبين أهله، ولا بد أن تنسي الإساءة، واعلمي أن الجنة غالية، والله تعالي يقول: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله".
- بالنسبة إلى ما ذكرت: (يريدني أن أختاره وأقاطع أقاربي وأخوالي) نقول لك: ربما هناك أسباب أوصلته إلى هذا، ومن المؤكد تعلمين بها، لذلك أنصحك بالسعي لحلها وعلاج المشكلة التي أوصلته لذلك بالحكمة والروية والتفاهم. ويمكنك أن تخبريه وبكل هدوء أن الله عز وجل أوجب حق الأقارب ونهى عن قطيعتهم، فقطيعة الرحم من الكبائر؛ لقوله جل وعلا: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم *أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".
- اهتمي بنفسك وبطفلك؛ فأنت ما زلت في فترة ما بعد الولادة، وهذا يتطلب منك العناية بنفسك وبلياقتك البدنية، ولا تنسي قراءة الكتب التي تساعدك على فهم مراحل نمو طفلك، وتعلمي أساليب التربية الإسلامية.
- اجعلي في بداية يومك ونهايته وقتا لقراءة القرآن، والتثقيف في النواحي الدينية، مثل: القراءة، أو الاستماع إلى برنامج ديني، وخصصي وقتا لحفظ القرآن الكريم.
أسال الله تعالى أن ينزل في نفوسكم وبيوتكم الحب والسكينة.