أعاني من التلعثم وصعوبة الكلام، ما العلاج؟

0 41

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، عمري ١٩ سنة، أواجه مشكلة منذ الصغر، لا أعرف إن كانت مرضا نفسيا أو عضويا.

أعاني من التلعثم أو التأتأة أثناء الكلام، لم أكن أهتم عندما كنت صغيرة، ولكن اتضح أثره عندما أصبحت طالبة، وأدركت أنه يجب علي الكلام والمشاركة، وزاد الأمر عندما أصبحت في الجامعة، سواء بعلاقات اجتماعية أو مشاركة وتقديم مشاريع أمام الجميع، وليس هذا فقط، حتى عندما أتكلم مع صاحب محل أو دكتور في الجامعة، أو شخص غريب، يبدأ صدري يضيق، ويمتد هذا الضيق من الصدر إلى الحنجرة.

أشعر أن حنجرتي كبرت، وأصبحت تضيق علي، وبدأ عندي شك أن اللوزتين لهما علاقة بالأمر، ولكن لست متأكدة إن كانت مرتبطة بالتلعثم من الأساس؟

عندي مرض اسمه عقدة اللسان، ولم أكتشف هذا إلا عندما كبرت، بأن هناك مثل الغشاء الرقيق يربط اللسان بقاعدة الفك، فأصبح لدي مشكلتان: التوتر وضيق الصدر وألم الحنجرة، والمشكلة الثانية: هي عقدة اللسان.

سؤالي: هل يؤثر إذا قمت بجراحة اللسان وإزالة الغشاء، وهل اللوزتان لهما علاقة بألم الحنجرة والتلعثم، وكيف أتخلص من ضيق صدري؟

لا أعرف ماذا أفعل، ولا من أسأل؛ لأن عائلتي مشتتة، ودائما المشاكل تحدث منذ إن كنت صغيرة بين أمي وأبي، وإلى الآن سواء من شجارهم أمامي، والتعدي الجسدي بالضرب والشتم، واللعن والكذب، وقد يصل الأمر إلى الكفر بالنسبة لأبي (هذا بالنسبة للمحيط الذي أعيش فيه).

جربت قراءة القرآن ولكن لم يفلح؛ لأنه بمجرد أن أقرأ صفحة أو صفحتين تبدأ حنجرتي بالضيق، والألم وصعوبة التنفس، ولا أستطيع أن أكمل.

آسفة على الإطالة، ولكنني تعبت وأريد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة التي في لسانك.

طبعا أول ما أبدأ به هو أن أحتم وأؤكد لك أنه من الضروري جدا إزالة الغشاء الذي يربط اللسان، هذا يسمى (رابط اللسان)، وحقيقة وهو بالفعل يؤدي إلى التلعثم، يؤدي إلى اضطراب في إخراج الحروف ونطقها، وهذا ينتج عنه خوف ثانوي ورهاب اجتماعي ثانوي، خاصة لدى الفتاة، وهذا يزيد من التأتأة والتلعثم.

فهذه العملية جراحة بسيطة جدا، جراحة أي جراح يمكن أن يقوم بها، وبالنسبة للوز لا تؤثر، إذا كان لديك التهاب متكرر في اللوز أيضا هذا يجب أن يعالج، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب الآن مباشرة، وحتى طبيب الأنف والأذن والحنجرة يمكن أن يقوم بإجراء العملية البسيطة التي تزيل رابط اللسان. هذه أول خطوة يجب عليك القيام بها.

والأمر الثاني: المشاكل والصعوبات الأسرية يجب أن تتجاوزي هذا الأمر من خلال النصح والإرشاد بقدر ما تستطيعي، أن تكوني بارة بوالديك، أن تكوني مثالا وقدوة داخل المنزل، وأن تحرصي على الصلاة وعلى تلاوة القرآن، كما أنت تقومين بذلك الآن، واجتهدي في دراستك، هذا مهم جدا، سلاحي العلم والدين من أعظم الأسلحة التي يتسلح الإنسان لمستقبله وقادم أيامه.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: بعد إجراء العملية، أو من الآن اشرعي في التدرب على المخاطبة والمواجهات، هناك ما نسميه بالتعرض في الخيال. اجلسي داخل غرفة مثلا، وتصوري أنك تقدمين عرضا أو ما يعرف (برزنتيشن Presentation) أمام مجموعة كبيرة من الطالبات وبحضور أحد الأساتذة، وابدئي في إلقاء المادة التي سوف تتحدثين عنها، وكوني حريصة جدا على لغتك الجسدية -أي حركة اليدين- وتعابير وجهك ونبرة صوتك، وحبذا لو قمت بتسجيل هذه العروض ثم الاستماع إليها بعد ذلك، سوف تجدي أنه في كل مرة هنالك تحسن كبير جدا في أدائك.

إذا التعرض في الخيال مهم جدا، كرري هذه النماذج التي وجدناها مفيدة جدا، وطوري مهاراتك الاجتماعية كما ذكرت لك (مهارات لغة اليدين، حركات اليدين، نبرات الصوت، تعابير الوجه)، هذه كلها تعتبر من الأسس الطيبة والجيدة جدا التي تحسن من الأداء والمهارات النفسية الاجتماعية عند الإنسان.

نريدك أيضا أن تتدربي على تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هذه حقيقة تقضي تماما على الضيق الذي تحسين به في الصدر، وهذا الضيق أساسه نفسي، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات جسم الإنسان التي تتأثر هي عضلات الصدر وعضلات البطن وأسفل الظهر، وكذلك عضلات فروة الرأس، لذا نجد الكثير من القلقين يشتكون من الصداع العصبي أو القولون العصبي أو الألم في أسفل الظهر. إذا تمارين الاسترخاء مطلوبة ومهمة جدا. توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطبقي هذه التمارين، كما أن أي رياضة -كرياضة المشي مثلا- سوف تكون مفيدة بالنسبة لك.

أنا لا أرى أنك محتاجة لدواء في هذه المرحلة، هنالك أدوية ممتازة جدا لعلاج الخوف الاجتماعي، لكن طبقي ما ذكرته لك، وأعتقد أنه سوف يكفي، ويمكنك أن تتواصلي معنا بعد ثلاثة أشهر من إجراء عملية ربط اللسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات