كيف أتوازن في حياتي وأعيش الحاضر لا المستقبل؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في محيط حسود لا يحب الخير لي ولا لعائلتي، كانت عائلتي سوف تتفكك، وهذا دفعني للبقاء في المنزل حتى موعد الدراسة، وعدم مغادرته، مما جعلني انطوائيا أخاف المجتمع، ولا أقوم بأي عمل منذ 3 سنوات.

لا أستطيع التحمل أكثر، أصبحت حياتي غير متوازنة، أتسرع في القيام بالمهام اليومية حتى أرتاح، جربت قراءة الكتب وتوقفت، جربت تعلم لغة جديدة وتوقفت، حاليا أجلس في البيت 24 ساعة، فالأمر أصبح جنونيا بعض الشيء، كيف أتوازن في حياتي؟ كيف أكتسب عادة القراءة والتعلم؟ كيف أصبح إنسانا يعيش الحاضر لا المستقبل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك.

بداية أود أن أشكرك على طرح السؤال ورغبتك في التغير.
إن الخوف من العين هي حقيقة لا أحد يستطيع نكرانها لأنها من الأمور التي أقرها الإسلام، ولكن عليك أن تعلم أنه مهما كانت تلك القدرة في الحسد فهي لا تصل حد التدمير لكل الأشياء والأمور، والدليل أن الله سبحانه وتعالى الذي خلق البشر لا يمكن أن يسلم خلقه لأمنيات الحاسدين، وعليك أن تدرك أنه لو كان الحاسد حرا لكنا لم نجد بشرا أحياء أو ممتلكات لهم على الأرض سواء الجامدة أو الحية.

وكما أن الحسد ذكر في القرآن عدة مرات بشكل مجازي ليعبر عن شرور نفسية، وليس قوى خفية، العين لا تصيب بنفسها، وإنما كل ذلك بقدر الله، وجميع الأمور من خير أو شر لا تقع إلا بقدر الله سبحانه و تعالى.

لذلك عليك أن تكون على يقين كامل وثقة أنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله لك؛ فالأمر عندك يتطلب بعض الإصلاح العقائدي، والاهتمام بأعمال القلوب من توكل، لذلك عليك تعزيز هذا الجانب من خلال المحاضرات الدينية، والتحصن بالأذكار المأثورة، والحرص على العبادة والطاعة، والابتعاد عن المعاصي، مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، والتيقن بأنه هو سبحانه الحفيظ، وأن أذى البشر لن يصلك إلا بقضاء الله وقدره؛ وضع هذين الحديثين للرسول -صلى الله عليه وسلم- نصب عينيك ( أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار))؛ رواه أحمد وأبو داود، وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((...واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف))؛ رواه أحمد والترمذي.

ابني: إن أنت بدأت بتصحيح أفكارك تكون قد بدأت بالخطوة الأولى والأهم لتحقيق التوازن في حياتك، كما أنه يحتاج خلق التوازن في حياتك إلى أخذ جميع عناصر حياتك بعين الإعتبار من عناصر داخلية، تشملك أنت كشخص، ويندرج تحتها قلبك وعقلك والجانب الروحي فيك، بالإضافة الى عناصر خارجية تشمل كل العوامل المحيطة بك من أشخاص أو أماكن، مثل العمل، النشاطات الاجتماعية، العائلة ووسائل الترفيه، لذلك فإن خروجك من البيت واستئنافك للحياة الطبيعية هي عنصر مهم في ما ترجو تحقيقه.

وأشير عليك بالاستعانة بالمرشد النفسي الاجتماعي الموجود ضمن المدرسة، لكي تحدثه عن مخاوفك التي تعانيها فهو حتما سيساعدك في التخلص من مشكلتك، وكما أنه سيعلمك عددا من الاستراتيجيات المفيدة.

وبالنسبة إلى سؤالك:( كيف أتوازن في حياتي وأكتسب عادة القراءة؟) أقول لك:

أولا أود أن اخبرك عن ما مدى أهمية القراءة والمعرفة في حياتنا:
قيل أن القراءة غذاء الروح، كما أن الإنسان يحتاج إلى الغذاء لكي يحافظ على استمرار حياته ويحافظ على تطوره الذهني والجسدي، كذلك العقل الذي كرم به الله عز وجل الإنسان عن سائر المخلوقات، فالعقل يحتاج إلى عناية ويحتاج إلى تغذية واهتمام، لذلك فإن القراءة تعتبر جزءا أساسيا لغذاء العقل، وهي المصدر الرئيسي للنمو اللغوي للفرد، ومصدر لنمو شخصيته، ومنها نكتسب ثقافات مختلفة ومتنوعة، ومن خلالها نستطيع تقوية الحواس والذاكرة والعقل للحصول على الكثير من المعرفة، وهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان، وتسهم القراءة في صنع الفرد وتعزز الثقة في النفس.

ما رأيك بهذا الكلام؟ ومن خلال القراءة تستطيع استثمار الوقت وعدم هدره على ما لا ينفع، لأن الوقت من ذهب وهو من الأمور التي لا يمكن تعويضها إن ذهبت منا، وأيضا يقال إن الأمة التي تقرأ تتقدم الأمم وتقود القافلة، فنحن أمة تستحق أن نتقدم وتقود القافلة، أليس كذلك، والعلم نور، أنصحك بمعاودة التركيز على دراستك ومستقبلك، ولا تشغل نفسك بمشتتات الحياة.

إن أخذت هذا الكلام على محمل الجد فأنا على يقين أن لديك الكثيرمن الإيجابية في شخصيتك ستنعكس إيجابا على تصرفاتك وحياتك وتخرج من هذه العزلة، وأحيلك إلى قراءة كتاب " تعلم كيف توازن حياتك" للمؤلف شارون ويغشايدر.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ولا تنس أن تطمئنا عنك، ويمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات